لا يكاد يمر يوم تقريبا إلا وأجد في بريدي الإلكتروني رسالة تتكلم عن دورة في التحفيز الذاتي بتسميات مختلفة ومخرجات أيضا مختلفة ولكنها في النهاية تنشد شيئين «1» التعرف على الذات، «2» تطوير القدرات النفسية. هذه الدورات لا شك مهمة وتدل على أن وعي المجتمع بأهمية التدريب أصبح مرتفعا، ولا شك أن هذا يثلج الصدر. لكني أريد هنا أن أتأمل معكم شيئا وهو «هل كل من حضر هذه الدورات ربط ما تعلمه بالواقع وحاول أن يغير في حياته للأفضل؟» الجواب قطعا لا والسبب هو أن الاستعداد النفسي عند الأشخاص للتغيير يختلف من فرد إلى آخر. قياسا على هذا نجد أن أصحاب المنشآت الصغيرة والمتوسطة الذين يحضرون دورات تدريبية في مختلف فنون الإدارة من تسويق ومالية.. إلخ ينقسمون إلى قسمين: الأول: يأخذ ما تعلمه في الدورة التدريبية إلى الواقع وبما أن الدورات لا تغطي كل النقاط المهمة فهو إما يسأل من يفهم بها أو يشتري كتابا يتكلم عن نفس الموضوع ليسقط المعلومات النظرية على واقع منشآته. هذه النوعية من أصحاب المنشآت لم أجد منهم من فشل في مشروعه بل على العكس كانت نسبة نمو منشآتهم متسارعة بشكل صحي. الثاني: يفهم ما شرح له في الدورة التدريبية بل يكون متفاعلا معها بشكل لافت ولكن ما تعلمه ينتهي به المطاف إلى عالم النسيان ساعة انتهاء الدورة واستلام شهادة الحضور ولسان حاله يقول «النظرية شيء والواقع شيء آخر». هذه النوعية من أصحاب المنشآت لا يقود سفينة منشآته للنمو. * استشاري في الأعمال الصغيرة والمتوسطة والشركات العائلية