شعب أبيّ باسل خُيّر بين أمرين: إما الشهادة أو النصر، ألا يذكرنا ذلك بالسلف الصالح؟. فها هو الشعب السوري مازال يقاوم النظام الحاكم، منذ ما يزيد على ثمانية أشهر متسلحاً بالصبر، ورباطة الجأش، والسلمية التي تتميز بها ثورته من أجل الحرية والكرامة والعدالة الاجتماعية، ولا شك أنه سينتصر في النهاية، والشواهد على ذلك كثيرة. فالبوعزيزي التونسي أشعل في نفسه النار فاشتعلت تونس كلها حتى وصلت حرارة هذه النار إلى رأس النظام ثم إلى النظام كله، فسقط زين العابدين بن علي، وتغير النظام، وشهدت تونس أول انتخابات ديمقراطية حقيقية نرجو أن تضع قدم هذا البلد العربي على أول طريق التنمية والرخاء للشعب التونسي. وها هو الشباب المصري بدعواته في تويتر وفيس بوك يقود الثورة الملايينية ويطيح بالحكومة المصرية، فتشهد مصر انتخابات ديمقراطية رأى المصريون أنها شفافة ونزيهة لأول مرة!. ومن بعد ذلك جاء المفوه الداهية والمتحدث بالديمقراطية والشفافية معمر القذافي، حتى إن من حرية التعبير لديه أن وصف شعبه بالجرذان!، فهب له أبناء القبائل بعد أن اتحدوا وساروا على نهجه ومنطقه هو حين فسر الديمقراطية بأنها الديموكراسي (بالإنجليزية) وقال إنها تعني جلوس الدهماء على الكراسي، وتم لهم ذلك ونفذوا وصيته الديمقراطية وجلسوا على كرسيه فكانت “وصية تاريخية”، و”انقلب السحر على الساحر”!. المشهد السوري في النهاية لن يختلف – برأيي – عن المشاهد الأخرى في الدول التي سقطت أنظمتها، خاصة بعد انشقاق الكثير من قادة الجيش ومن يتبعهم، وعدم وجود استجابة للدعوة التي أطلقها الجيش السوري مؤخراً بفتح باب التجنيد لأبناء الشعب السوري. ولعل إصابة الرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح بمساعدة مقربين منه – كما يقال – تزيد من احتمالات خلع بشار الأسد على يد بعض المقربين منه أيضاً، ومن ثم محاكمته على ما عاناه الشعب السوري من دمار وخراب وزهق للأرواح، كما أن كل الدلائل تشير إلى قرب سقوط الأسد، خصوصاً بعد أن تجرد بعض أزلام النظام من الإنسانية وخرجوا على المواثيق الدولية حتى في حالات الحروب، بقتلهم المصابين، ونحرهم بعض المتظاهرين نحراً.