توقفت أمس المواجهات المسلحة بين قوى الأمن والشرطة العسكرية ووحدات من الجيش اليمني وعناصر مسلحة تنتمي لفصائل الحراك الجنوبي في مدينة المنصورة بمحافظة عدن التي اشتعلت خلال الأيام الأربعة الماضية. وعاشت مدينة عدن أياما مرعبة بسبب المواجهات العنيفة التي قتل فيها نحو خمسة من المسلحين والمواطنين وأصيب عدد آخر إضافة إلى إضرار في الطرقات وبعض منازل المواطنين. وبعد هذا التصعيد بين الطرفين دعت فصائل في الحراك الجنوبي إلى «التصعيد الثوري» عبر فعاليات سلمية للمطالبة بانسحاب قوات الأمن والجيش من مدينة المنصورة بعدن ووقف الملاحقات لناشطي الحراك الجنوبي. وحذر الحراك الجنوبي في بيان له القيادات الأمنية والعسكرية ومحافظ عدن من تبعات الاستخدام المفرط للقوة في مدينة عدن ضد المواطنين و الأبرياء وأكد أن تلك الجرائم لا تسقط بالتقادم وستلاحق بشأنها أمام جميع المحاكم الدولية. وطالب الحراك قوات الأمن بالسماح لفعاليات الحراك بالعمل والتحرك دون مضايقات أو ملاحقة للناشطين والسماح لشباب الجنوب بممارسة حقهم الطبيعي في إحياء الفعاليات والمسيرات والمهرجانات وغير ذلك من الأنشطة، فالساحة ليست وكراً للإرهاب حتى يتم حشد تلك القوات في الساحة». وكانت المواجهات اندلعت بعد اقتحام قوات الأمن ساحة اعتصام للحراك الجنوبي تقع وسط شارع رئيس في المنصورة وقامت بفتح الشارع لتندلع بعد ذلك الاشتباكات في المدينة وأحياء أخرى من محافظة عدن. وقال مسؤول أمني رفيع في محافظة عدن ل»الشرق»: إن عناصر تابعة للحراك الجنوبي توجد مع أسلحتها في عدد من المنازل والمقرات التابعة للحراك في المنصورة ومن بين تلك الأسلحة قذائف «آربي جي» تم استخدام عدد منها في المواجهات خلال الأيام الماضية ضد قوات الشرطة العسكرية. ونفى المسؤول الأمني أن تكون قوات الأمن ضيقت على الحراك فيما يخص الفعاليات السياسية وقال إن المسلحين موجودون في كل مكان ويقطعون الشوارع الرئيسة فأين هو النضال السلمي الذي يتحدثون عنه. بدوره رفض عبد الحميد شكري القيادي في التكتل الجنوبي اتهامات الأمن وقال إن مايجري هو صراع بين قطبي النظام في صنعاء وليس هناك حراك مسلح أو مسلحون يتبعون الحراك. وأضاف شكري ل»الشرق» أن الاقتتال في المنصورة بين قوات الأمن ومسلحين يتبعون أركان نظام صنعاء والشعب في الجنوب والشمال يذهب ضحية هذا الصراع. من جهة أخرى قال قيادي بارز في المجلس الأعلى لتحرير الجنوب ل»الشرق» إن مايدور في المنصورة ومدينة عدن بشكل عام من مواجهات هو ضغط من قبل السلطة لإجبار القوى الجنوبية على المشاركة في الحوار الذي تزعم أنها تحضر له. وأضاف أن القوى الجنوبية بكل أطيافها لن تشارك في أي حوار مهما كانت الضغوط الدولية المحلية سواء عسكرية أو مدنية وأنها تعمل جميعها إلى تحقيق هدف واحد وهو فك الارتباط عن الشمال. وبعد ارتفاع وتيرة التصعيد العسكري في عدن قررت الحكومة بكل أعضائها النزول إلى محافظة عدن وعقد اجتماعاتها في عدن لتهدئة الوضع وتدارس حلول تفضي إلى إنهاء التوتر الأمني والمواجهات المسلحة. وفي أول خروج علني له في مدينة عدن التي ينتمي إليها قوبل رئيس الحكومة محمد سالم باسندوة بسخط شعبي كبير من قبل أنصار الحراك الجنوبي الذين رشقوه بالأحذية ورفعوا علم دولة الجنوب السابقة فوق سيارته. وفي سياق متصل تلتقي لجنة الاتصال الرئاسية في القاهرة مع قادة جنوبيين بهدف إقناعهم بالمشاركة في الحوار الوطني القادم.