انتقد حزب التحرير الإسلامي المحظور، حكومة المغرب التي يقودها حزب العدالة والتنمية، ووجه سهامه لزعيم العدالة والتنمية عبد الإله بنكيران، الذي يتولى رئاسة الحكومة الثلاثين، عقب الاكتساح المدوي لحزبه في الانتخابات التشريعية الأخيرة. وانتقد “حزب التحرير”، ما أقدمت عليه حكومة بنكيران، من زيادة في أسعار المحروقات وقال إن المغرب مهدد ب “العودة إلى السكتة القلبية، التي كان الحسن الثاني قد أعلن عنها سنة 1984 بسبب الأزمة الاقتصادية الخانقة، التي مرت منها البلاد،وهو ما يعبد المغرب اليوم للأفق المظلم”، وطالب الحزب بنكيران ب “إعطاء الشعب حقه الشرعي من أموال الملكية العامة، من ذهب وفضة وفوسفات وغيرها، من خيرات البلاد، بدل تركها في ملكية المتنفذين والشركات الأجنبية” ، مؤكداً أن حل الأزمة الاقتصادية التي يعرفها المغرب يكمن في تطبيق الشريعة الإسلامية ، كاملة وغير مجزأة ” في ظل دولة تحكم بكتاب الله وسنة رسوله ، وبجعل احكام الإسلام هي المطبقة، وليس النظام الرأسمالي الفاسد المنهار على رؤوس أهله”. ودعا “حزب التحرير” الشعب المغربي، إلى عدم “الاغترار بحكومة الإسلاميين، مخاطبا إياهم بالقول “صلاتهم وصومهم لأنفسهم، لكن سوء رعايتهم عليكم”، مؤكدا أن تصريحات حكومة بنكيران، بخصوص إصلاح صندوق المقاصة وتمكينه من تحويل 50 ملياراً إلى استثمارات عمومية ،مع خلق 120 ألف منصب شغل، “تصريحات للاستهلاك فقط، لأن الأموال التي ستجنيها الدولة، من هذه الإجراءات، ومن كد ورزق المغاربة، ستوجه لمعالجة العجز في الميزانية ولأداء الفوائد الربوية المترتبة عن الديون الخارجية، وليس توفير العيش الكريم للمغاربة”. ويتزامن خروج حزب التحرير الإسلامي إلى العلن، من خلال هذه الانتقادات، مباشرة بعد صدور الأحكام في حق خلية الحزب، التي فككتها السلطات المغربية مؤخرا، حيث أدانت محكمة بالدار البيضاء اثنين من المتهمين الثلاثة الذين جرى توقيفهم. وقضت المحكمة الابتدائية بالسجن عشرة أشهر، للمتهم الرئيسي في القضية نجيم التهامي الحامل للجنسية الدانماركية، وعشرة أشهر أخرى لسعيد فؤاد الذي قضى عقوبة سجن مماثلة في تونس، وغرامة مالية قدرها ثلاثة آلاف درهم لكل منهما، فيما قضت ببراءة المتهم الثالث منير الدغوغي. وكان الرجال الثلاثة قد اعتقلوا في فبراير بتهم الترويج للحزب الإسلامي المحظور، المصنف ضمن خانة المنظمات التخريبية، ذات البعد الدولي وكجماعة إرهابية في المغرب، وأكدت وزارة الداخلية أنه تم إيفاد الثلاثة، من قبل حزب التحرير “من أجل الإشراف على تنفيذ مخطط يستهدف الإخلال بأمن واستقرار البلاد من خلال استقطاب أكبر عدد من الأتباع، حيث تتلقى دعماً مادياً من نشطاء تابعين للتنظيم بأوروبا، وقامت بترويج فكرها العدمي من خلال توزيع مناشير تشكك من خلالها في نجاعة المسار الديمقراطي وتحرض على إثارة الفتنة والدعوة إلى إقامة الخلافة”. الرباط | بوشعيب النعامي