علمت «الشرق» أن معتقلي حزب «التحرير الإسلامي» سيحالون الأسبوع المقبل إلى قاضي التحقيق، بعدما انتهت الشرطة القضائية من الاستماع إليهم. ومن المرتقب أن يصل محامون تونسيون إلى المغرب للدفاع عنهم، وهو ما يطرح مجموعة من الاستفسارات، حول أسباب الاهتمام التونسي بهذا الملف، الذي يهم نشاطاً محظوراً لعناصر ضبطت بحوزتها، وثائق تدعو إلى الإخلال بالنظام العام.وبحسب مصادر «الشرق»، فإن النيابة العامة، وجهت إلى معتقلي حزب التحرير الإسلامي، تهماً هي «الانتماء إلى حزب محظور، وزعزعة استقرار البلاد وزعزعة عقيدة المسلم، وتلقي تمويل خارجي وعقد اجتماعات دون ترخيص».وكانت السلطات المغربية اعتقلت ثلاثة عناصر، ضمنهم مغربي حاملا للجنسية الدانماركية قالت إنه تم «إيفاده من طرف حزب التحرير الإسلامي، من أجل الإشراف على تنفيذ مخطط يستهدف الإخلال بأمن واستقرار البلاد، من خلال استقطاب أكبر عدد من الأتباع يتم تجنيدهم لهذه الغاية»، إضافة إلى أردني مقرَّب من أمير التنظيم عطا خليل أبو رشتة، الأردني الجنسية والفلسطيني الأصل، والتي تقول المعلومات إنه مهندس مدني وأصبح أميراً منذ منتصف أبريل 2003 واعتقلته السلطات الأردنية أكثر من مرة قبل اضطراره للعيش في السرية.وأضافت الداخلية المغربية إن «عناصر الخلية المفككة التي تتلقى دعماً مادياً، من طرف نشطاء تابعين لنفس التنظيم مقيمين بأوروبا، قامت بترويج فكرها العدمي» من خلال توزيع مجموعة من المنشورات بعدد من المدن المغربية تشكك من خلالها في نجاعة المسار الديموقراطي وتحرض على إثارة الفتنة» . وتم ضبط منشورات، وأقراص مدمجة تدعو لإقامة «الخلافة الإسلامية الثانية، وإلى الجهاد داخل المغرب، كما وجه الحزب رسالة إلى علماء المغرب أكد فيها أن أمريكا وما خططته لبلاد المسلمين، أرادت للمغرب أن يكون دولة نموذجا في مشروعها الشرق الأوسطي الكبير، فكان لها ما أرادت حيث عمل المغرب تحت أوامرها لإعادة هيكلة الحقل الديني». وكانت السلطات المغربية، اعتقلت قبل ست سنوات مجموعة من أعضاء الحزب منهم بريطانيون ، وتمت محاكمتهم. ويركز حزب التحرير الإسلامي على استقطاب مغاربة يعيشون في المهجر، خاصة أوروبا، ولا يشكل الحزب في المغرب، سوى فرعا من فروع دولة الخلافة الإسلامية العالمية، التي يحلو لورثة النبهاني إقامتها، لذلك فهياكل التنظيم وأسماء قادته وأساليب تجنيده، واستقطابه للأتباع ومصادر تمويله وأنماط علاقاته، مع التنظيمات والشبكات الأخرى ،لا تزال لغزا ومادة للجدل بالمغرب. وتم الكشف عن وصول منشوراته الأولى إلى المغرب، في منتصف الثمانينيات، كما أن الاتصالات الأولى بالمغاربة، تحققت بداية من خلال بعض الطلبة المغاربة، بجامعات ومعاهد أوروبا.