“عبرة لمن يعتبر حصاد قطع الإشارات ونهاية فرحة الاختبارات. نتيجة الحادث كسر بالحوض وثلاثة ضلوع وتفتت كلية واستئصالها، وتقطع في الرئة اليمنى، نزيف منذ تاريخ الحادث وغيبوبة تامة في العناية المركزة”، هكذا صاغ أب محزون عباراته التي علقها على صدر لوحة وضعها في مكان بارز في أحد شوارع مدينة تبوك خلف السيارة التي صدم بها ابنه واختتم عبارته ب(ادعوا لابني سلطان بالشفاء). اللهم اشفِ سلطان واربط على قلب أبي سلطان وذويه. قد تكون هذه العبارة بهذه الطريقة التي لا أتذكر أن أحداً سبق هذا الأب في توعية الناس بأن يفصل حالة ابنه على لوحة مكتوبة بطريقة دعائية تلفت الانتباه في مكان عام، وبخط جميل، بالإضافة لإبقاء السيارة التي تحولت لكومة حديد خلف اللوحة لمزيد من العبرة. أبوسلطان يضرب مثلاً رائعاً في التعبير عن حزنه بإيجابية ربما تثمر في التوعية أكثر من غرامات ساهر وكاميراته المبثوثة في كل مكان، إنها بحق رسالة معبرة جداً فحواها الصدق والألم، ورسومها طلب الدعاء للابن المصاب (شفاه الله)، ومصدرها قلب أقرب الناس، والمرسل إليه كل أقران سلطان ممن يرى فيعتبر وممن يركبون خطر التهور بدون حساب لأي تبعات يلحقونها أنفسهم وذويهم. أخيراً، وامتداداً لما عمله أبوسلطان فإنني أهيب بقرائي الأعزاء أن يدعوا لهذا الشاب بالشفاء العاجل وأن يحفظه لوالديه، ولشبابنا بالهداية في كيفية التعبير عن أفراحهم وطاقاتهم بما يعود عليهم بالنفع والفائدة.