نجحت القرية التراثية بمحافظة المذنب، في جذب العديد من الزوار بمهرجان صيف المذنب 33، بعد أن أكدت تفوقها المتواصل من خلال العدد المتزايد من السياح من كافة مدن ومحافظات مناطق المملكة وبمختلف فئاتهم العمرية. وأطلقت القرية فقراتها الترويجية لكشف تاريخ وحضارة المنطقة من خلال عدد من المعارض والقصور والنزل الريفية والسواني، بالإضافة إلى خيمة الضيافة والألعاب التاريخية. ويعود تاريخ القرية التراثية التي كانت في الأصل مقراً لبلدة المذنب وسكناً لهم إلى أكثر من 700 عام مضت حيث رجحت كفتها بعد تفوقها على مستوى المملكة بعد أن تم إعادة تشغيلها وتهيئتها من قبل الهيئة العامة للسياحة والآثار بالتعاون مع بلدية محافظة المذنب لتتحول إلى أحد المواقع السياحية المهمة على مستوى المملكة، حيث حققت جائزة الأمير سلطان بن سلمان للتراث العمراني كأول مدينة تراثية متكاملة تم تشغيلها دون تدخل أو إعادة بناء بالموارد الحديثة لتعكس بحلتها الأثرية ما كان يعيشه الآباء منذ مئات السنين في طبيعة تراثية متناهية عكست تذكرهم لتاريخهم وأصبحت مصدراً لثقافة الأبناء للجيل الماضي ومعرفتهم واقعياً بحياة آبائهم بشكل طبيعي. وتتوسط القرية ساحة يحيط بها 33 معرضاً كانت سوقاً لمدينة المذنب منذ ما يزيد عن 150 عاماً مضت وحولتها بلدية محافظة المذنب إلى محلات يعرض فيها الهواة أكثر من خمسة آلاف قطعة أثرية يعود تاريخ بعضها إلى ما يزيد عن ألف سنة ماضية تم جمعها والمحافظة عليها من قبل محبي الآثار والطبيعة. ويقع بالجهة الجنوبية منها مدرسة ابن دخيل التي تم بناؤها عام 1313ه وما زالت بنفس هيئتها، حيث تخرج منها عدد من مؤسسي التعليم النظامي بالمنطقة خلال تلك الفترة، ويجاورها سجن المدينة الذي يعاقب به المخطئ من قبل قاضي المذنب خلال تلك الفترة أو من يحكم عليهم بحكم شرعي ينفذ فيه ذلك الحكم ويقع على مساحة لا تزيد عن 12م2، بالإضافة إلى بين غيلان الذي بني عام 1227ه وكان مقراً للقضاء طوال تلك الفترة مقسماً ما بداخله إلى عدة أقسام لتنفيذ الحكم على المتخاصمين ليتحول بعد ذلك إلى قصر تاريخي يحيط به عدد من النزل الريفية وتمتد الممرات المزينة بكل ما هو أثري على أكثر من 348 موقعاً للمنازل القديمة لتضع الزائر أمام ساحة تحيط بها أبراج المراقبة الخاصة والمحيطة بالقرية التراثية من كافة الجهات الأربع حيث يقع بجانبها ساحة تتوسطها بئر الماء الذي يتم استخراجه عن طريق السواني ومزاميرها التي تطرب الآذان والزوار من رجال ونساء الذين يشاهدون الحدث والألعاب في خيمة مجاورة للضيافة نصبت لتستضيف الزوار والسائحين طيلة فترة مهرجان صيف المذنب 33. من جهته، أوضح نائب رئيس بلدية محافظة المذنب المهندس جمال الحميداني، أن القرية التراثية (سوق المجلس) هي أحد المواقع السياحية المشاركة بمهرجان صيف المذنب، مؤكداً أن القرية أطلقت مسابقة أفضل طبق شعبي يشارك فيه عدد من المتسابقات، بالإضافة إلى تميز القرية بوجود جلسة قصصية يومية يثريها كبار السن في مجلس القرية التراثية عصر كل يوم، وكذلك المزاد الذي يقام بصفة دورية لتبادل القطع النادرة بين هواتها، بالإضافة إلى الحرف الإبداعية في تصنيع الأرفف والنجارة والطاولات والنباط والبيوت الطينية ونماذج الأثاث المنزلي القديم بشكله الطبيعي والمصنوع من شجر الآثل المحلي والمشكل بأشكال هندسية متنوعة. جانب من السواني وعملية استخراج المياه في القرية