انتهت أخيرا قضية الفارسين السعوديين خالد العيد وعبدالله الشربتلي بعد أن سمح الاتحاد الدولي للفروسية بمشاركتهما في دورة الألعاب الأولمبية في لندن هذا الصيف عقب صدور قرار من محكمة التحكيم الرياضي ينص على تخفيف عقوبة الإيقاف من ثمانية أشهر إلى شهرين. وكان الفارسان قد أوقفا في مايو الماضي بعد سقوط جواديهما في اختبارات للمنشطات أثناء منافسات جرت في فبراير الماضي. وقالت المحكمة الرياضية في بيان إن الواقعة ليست على مستوى مرتفع من الخطورة وخفضت مدة الإيقاف إلى شهرين. وقضى الفارسان فترة الإيقاف بالفعل. وأكدت متحدثة باسم الاتحاد الدولي للفروسية أن العيد والشربتلي بوسعهما خوض منافسات أولمبياد لندن بشرط تحقيق الحد الأدني من متطلبات التأهل قبل السابع عشر من يونيو حزيران الجاري. وقدم رئيس مجلس إدارة صندوق الفروسية الأمير تركي بن عبدالله بن عبدالعزيز شكره لكل من وثق بموقف صندوق الفروسية السعودية والفارسين السعوديين في هذه القضية، مؤكدا «أن ثقتهم في العيد والشربتلي لن يزحزحها أقاويل، والهدف منها النيل من أبناء الوطن، الذين – بلا شك – هم المكسب الحقيقي له بفضل عطائهم وإخلاصهم لترابه الطاهر». وأضاف: «هذا القرار سيجعل التحدي أمامنا أكبر، والنظرة للمنتخب السعودي دائماً على أنه منافس، وهو سيكون على الموعد – بإذن الله – في لندن بفضل الدعم الذي تلقاه هذه الرياضة من خادم الحرمين الشريفين راعي الفروسية الأول، ومن سمو ولي عهده الأمين، وهذه الرياضة ستظل مرتبطة بأبناء المملكة وسيستمرون أجيالا بعد أجيال في الارتقاء بها والمحافظة على مكتسبات الآباء والأجداد». وتلقى صندوق الفروسية السعودية أمس خطاباً من الاتحاد الدولي للفروسية، يشيد خلاله بالعمل الذي قدمه مسيرو الصندوق خلال جلسة الاستئناف التي عقدت الخميس الماضي، وقال البيان: «على المحكمة أن تأخذ بعين الاعتبار بعض العوامل المساعدة ولاسيما أن إجراءات الفريق السعودي كانت ذات احترافية ومهنية عالية، ووضح لنا تجنبكم استخدام مضادات المنشطات، خصوصاً في ظل توظيف عدد من الأطباء البيطريين المحترفين مهنياً، ووجد أعضاء فريق المحامين السعوديين، إشادة أخرى من رئيس فريق الدفاع في الاتحاد الدولي للفروسية داخل قاعة المحاكمة على العمل الكبير الذي قاموا به لتقديم عريضة الاستئناف». وكانت جلسة الاستئناف قد أقيمت الخميس الماضي في لندن وبحضور الأطراف كافة في القضية، وشهدت الجلسة منذ الوهلة نقاشات حادة سادها الاحترام المتبادل، قبل أن يعترف رئيس الجلسة بعدم مشروعية قرار الإيقاف السابق وضرورة إعادة اتخاذ قرار أخر يتناسب مع حجم المشكلة التي تعد الأقل في مجال مكافحة المنشطات، وتناول العقاقير الطبية للجياد، كون الفارسين مشهودا لهما في البطولات العالمية بالسيرة المميزة والأخلاق العالية، وإن الدواء المعطى للجوادين ويسمى (بيوت) يكثر استخدامه في المدارس المخصصة لرياضة الفروسية، والبطولتان اللتان تم اكتشاف حالتي الجوادين (فان هوف) و (لابوستر) كانتا في مدارس فروسية، لذلك كان من السهل تناول أي جواد هذه المادة التي توضع مع الأكل الخاص بالجياد. من جهته، أبدى الفارس السعودي عبدالله الشربتلي سعادته بالمشاركة في دورة الألعاب الأولمبية، وقال ل«الشرق»: تعرضنا لظلم كبير، والحمد لله ظهر الحق، وردنا سيكون بتحقيق إنجازات كبيرة في الأولمبياد بإذن الله». فيما أوضح زميله خالد العيد أنهما احترما القرار رغم الظلم الكبير الذي تعرضا له لثقتهما في أنهما لم يرتكبا ما يستحقان عليه العقوبة، معتبرا أن تخفيف العقوبة إلى شهرين دليل على براءتهما مما نسب لهما، وقال: لن ننظر للوراء، وتركيزنا الآن على الإعداد الجيد لعكس الوجه المشرق للرياضة السعودية في الأولمبياد»، مشيرا إلى أن ما حصل لهما سيكون دافعا كبيرا لتحقيق النتائج المأمولة. الأمير تركي بن عبدالله يتوسط الفرسان السعوديين في لقطة سابقة (الشرق)