قصيدة «عبث»، وأولها: «عبث تحسب سنيني بالسنين وتكسر المكسور… عبث ترمي بدلوك في القديم وتجلب اعماقي»، لم يكن عنوانها «عبث» لأن الكلمة نفسها لم تكن موجودة، كانت «خطا»، بعد يومين من كتابتها قال لي صديقي عايد الخالد: سمعت أنك كتبت قصيدة جديدة، أظن أولها «عبث» أو «خطا»، كدت أقبّل رأسه، قلت: هي «عبث» أتيت بالأنسب والأجمل يا عايد!، وفي آخر بيت من القصيدة أقول: «كفاني من حياتي لو مضيت وما شهدت بزور … وكفاني من مماتي لو مضيت ولي أثر باقي»، ولأنني عجزت عن أن أظل وفيّا للشطر الأول، وقلت ما يخالف قناعاتي أكثر من مرة، أعدت تناول المعنى في قصيدة «الليل»، بهذا البيت: «انا اصدق الناس واعدلهم وانا البهتان والزور … يا قطعة النرد شوفي وش بقى لي بي من اعذار»!. قصيدة «الليل» وزنها عجيب، لم يسبق أن كتب عليه أحد قبلي على حد علمي، الطريف أنها لم تكن على ما صارت عليه، كانت غزلية وبوزن ينقص قليلا، كانت: «الليل موحش غريب وحيةٍ رقطا … والليل طيب ودفا واختٍ تمازحني/ شوفه فراق ولقا ليت النظر يُعطا… عينٍ بلا جفن ساترني وفاضحني/ إلى انخفض رمش عيني قلت: ليه ابطا … والى ارتفع قلت: وش به ما يصافحني؟/ أزعل واعاتب ويرضيني وهو ما اخطا … وآخذ على خاطري مني واسامحني/ كل المشاعر لها وسط الحشا موطا … ومن جا عزمته وقلت: اقلط، ومالحني»!، لكن البيت الأول لم يتشابك مع البقية، وظل يلح علي، إلى أن غيرته، والصحيح أكملته فصار: «الليل موحش غريب وحيّةٍ رقطا وديجور … والليل طيب ودفا واختٍ تمازحني ونوّار»، ألهبني الوزن الجديد حماسا، وألهمني قصيدة مغايرة تماما..!. ومن الطرائف أنني وعلى كثر ما كتبت من قصائد غزل، لم أقل كلمة «حبيبتي» إلا مرة واحدة، ولهذا حديث آخر..