تصاعدت وتيرة الجرائم التي يرتكبها نظام الأسد بحق الشعب السوري ولم يصحُ السوريون من هول مذبحة الحولة التي قتل فيها عشرات الأطفال والنساء ذبحا بالسكاكين، حتى سارع شبيحة الأسد لارتكاب مذبحة مزرعة القبير، التي قضى فيها معظم سكان هذا التجمع السكاني الصغير والآمن، بعد مهاجمتهم بعشرات الشبيحة من القرى المجاورة ليقتلوا أطفالا أبرياء لا ذنب لهم ولا يدرون عن ما يجري حولهم، فهل ستهز هذه المجازر الضمير العالمي ويتخذ مواقف عملية ضد النظام القاتل في دمشق، ويتخذ مجلس الأمن قرارا طالما طالب السوريون به، وهو المناطق الآمنة أو العازلة. نشطت خلال الأيام الماضية وخاصة بعد مجزرة القبير الدبلوماسية الدولية، وتحرك كوفي أنان وعدد من وزراء خارجية دول غربية وإقليمية، وكان وزير خارجية المملكة حاضرا في تلك الجهود التي تسعى لوقف نزيف الدم السوري. فقد سعت المملكة منذ بداية الأزمة في سوريا من أجل إيجاد حل يوقف نزيف الدماء، ويساعد الشعب السوري، وبذلت المملكة جهودا مضنية داخل إطار الجامعة العربية كما المجتمع الدولي، إلا أن نظام دمشق أفشل كل الجهود في تماديه بالقتل وارتكاب المجازر بحق الأبرياء، وكان موقف المملكة أمس في الأممالمتحدة استمرارا لتلك الجهود لوقف نزيف الدم السوري، حيث دعا نائب مندوب المملكة الدائم لدى الأممالمتحدة عمر العويدي المجتمع الدولي ممثلاً في مجلس الأمن الدولي إلى إقامة منطقة عازلة في سوريا لتوفير ملاذ آمن للمواطنين السوريين. وحيث أكد العويدي في كلمتة التي ألقاها أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، أن على مجلس الأمن تحمل مسؤولياته وعدم السماح بسفك مزيد من الدماء. كما حث المجلس على التصرف بموجب الفصل السابع، وسط استمرار المذابح وعدم تنفيذ خطة كوفي أنان. كما اعتبر العويدي أن الشعب السوري يواجه خطر إبادة جماعية على يد النظام. فهل سيستجيب المجتمع الدولي ممثلاً بمجلس الأمن لنداء السوريين كما نداءات المملكة، التي عبرت باستمرار عن آمال وتطلعات السوريين وبذلت كل الجهود لحمايتهم، وخاصة عبر المبادرة العربية ومن ثم الدفع بالملف السوري إلى مجلس الأمن، وتكليف المبعوث الدولي العربي كوفي أنان بإيجاد حل ووقف إراقة الدماء. فهل حان الوقت ليتفاعل المجتمع الدولي مع تقييم المملكة لنظام دمشق، ويدرك أن النظام لا يمكن أن يتوقف عن ارتكاب فظائعه دون اتخاذ قرارات تجيز استخدام القوة، وأنه لا يمكن ردع هذا النظام دون استخدام القوة أو التلويح بها، ويسارع لحماية المدنيين في إقامة مناطق آمنة.