دعا نائب مندوب المملكة الدائم لدى الأممالمتحدة عمر العويدي أمس، المجتمع الدولي ممثلاً في مجلس الأمن الدولي لتحمل مسؤولياته وعدم السماح بسفك المزيد من الدماء. وأكد في كلمة ألقاها في الدورة الحالية للجمعية العامة للأمم المتحدة المكرسة لبحث الأزمة في سوريا على وجه الخصوص ضرورة إقامة منطقة عازلة في سوريا والتي تقع على عاتق المجلس توفير ملاذ آمن للمواطنين السوريين. كما دعا نائب مندوب المملكة الدول التي تساند الحكومة السورية إلى إعادة النظر في سياساتها وحماية الشعب السوري الذي يواجه خطر إبادة جماعية على يد النظام. وحث المجلس على التصرف بموجب الفصل السابع وسط استمرار المذابح وعدم تنفيذ خطة مبعوث الأممالمتحدة كوفي عنان المكونة من ست نقاط. ويسمح الفصل السابع من ميثاق الأممالمتحدة لمجلس الأمن باتخاذ إجراءات عسكرية وغير عسكرية في الحفاظ على السلم والأمن الدوليين. وفيما تعرض حي الخالدية في حمص صباح أمس الجمعة لقصف عنيف من القوات النظامية. شهدت اطراف دمشق اشتباكات بين الجيش ومنشقين، بحسب ما افاد المرصد السوري لحقوق الانسان وناشطون. وخرج أمس، آلاف المتظاهرين في مناطق سورية عدة؛ للمطالبة باسقاط نظام الرئيس بشار الأسد، في ما اطلق عليه اسم جمعة "تجار وثوار يدا بيد حتى الانتصار" في محاولة لحث الطبقة البورجوازية ورجال الاعمال في سوريا على الانضمام للانتفاضة ضد النظام. واطلقت القوى الامنية النار على عدد كبير من التظاهرات في مناطق مختلفة لتفريقها، بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان وناشطين، ما ادى الى سقوط اصابات. كما اعتقلت عددا من المتظاهرين. وشملت التظاهرات احياء في مدينة حلب (شمال) "نددت بخطة المبعوث الدولي كوفي انان وطالبت بتدخل عسكري فوري في سوريا، وهتفت لشهداء مجزرة القبير (في ريف حماة) وحيت تجار دمشق وحلب على الاضراب" الذي نفذوه الاسبوع على مدى ثلاثة ايام احتجاجا على مجزرة الحولة في محافظة حمص في وسط سوريا، بحسب ما افاد المتحدث باسم تنسيقيات حلب وريفها محمد الحلبي. و في دمشق، "خرجت تظاهرات في احياء المزة والميدان وكفرسوسة والقدم وسوق سريجة، هتفت لاسقاط النظام واعدام الرئيس"، بحسب ما افاد المتحدث باسم مجلس قيادة الثورة ديب الدمشقي. إلى ذلك، اعربت روسيا أمس الجمعة بعد محادثات على مستوى رفيع مع المبعوث الاميركي حول سوريا انه لا علم لديها بأي خطط من قبل الاسد للتنحي، ولم توجه اي دعوة رسمية اليه للمغادرة. وقال دبلوماسيون رفيعون إنهم اطلعوا المبعوث الاميركي الخاص فريد هوف ان موسكو مستعدة للموافقة على تعديلات في خطة انان لحل الازمة السورية من اجل ابقاء تلك المبادرة حية. وصرح نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف ردا على سؤال عما اذا كان الاسد ينوي التنحي "لا علم لدي بان لدى الرئيس السوري خططا من هذا القبيل". من جهته، جدد الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي أكمل الدين أوغلي إدانته الشديدة لتواصل أعمال العنف والقتل والمجازر في سوريا. ودعا مجلس الأمن الدولي إلى اتخاذ التدابير اللازمة والعاجلة لوقف سفك الدماء في سوريا. ودخل مراقبون من الاممالمتحدة أمس قرية مزرعة القبير بسوريا والتي قتل فيها 78 شخصا على الأقل قبل يومين. وقال مراسل لهيئة الاذاعة البريطانية (بي.بي.سي) يصاحب المراقبين ان من الواضح ان "جريمة بشعة" قد وقعت في القرية. وقال المراسل بول داناهار على صفحته على تويتر "كان مشهدا مروعا... لم نجد اي جثث لأشخاص. ما وجدناه هو آثار على الطريق الاسفلتي قالت الاممالمتحدة انها تبدو كآثار ناقلات الجند المصفحة او الدبابات."