عادت لعبة الكراسي الموسيقية للظهور على الساحة السياسية الفلسطينية مرة أخرى بين حركتي فتح وحماس، فبعد أن جرى وضع جدول زمني مشترك بين الحركتين لإعلان تشكيل الحكومة ينتهي في ال 20 من الشهر الجاري، بدء جدول المواعيد بالذوبان بعد تأجيل الاجتماع الذي كان مقررا انعقاده، الثلاثاء، في القاهرة، وارتفعت نغمة الخلافات من جديد. ويرى مراقبون أن تأجيل اللقاءات المتكرر بين حركتي فتح وحماس يدلل على وجود حالة من اللاثقة وعدم الجدية في التوصل إلى اتفاق حقيقي وتشكيل حكومة تنهي سنوات من الانقسام. وحالة التراشق الإعلامي بدت واضحة خلال حديث «الشرق» مع عدد من القياديين في كلتا الحركتين حول الاتفاق الذي وقعته الحركتان برعاية المخابرات المصرية، وتعدى ذلك في بعض الأحيان إلى التكذيب والاتهام بالانقلاب والدموية بين الطرفين. القيادي في حركة حماس إسماعيل رضوان أكد ل «الشرق» أن اتفاق القاهرة الذي وقع برعاية مصرية ينص على إصدار الرئيس محمود عباس مرسوماً رئاسياً عقب التوافق على أسماء الوزراء، وتفعيل المجلس التشريعي في شقي الوطن، وعرض الحكومة عليه لنيل الثقة التشريعية، لكن ذلك لم يرق لعضو المجلس الثوري في حركة فتح جمال محيسن الذي اتهم في تصريحات ل «الشرق» نواب حركة حماس في المجلس التشريعي بالانقلاب وتأييد ما جرى في قطاع غزة منتصف 2007، مضيفا: «الحكومة لن تعرض على المجلس التشريعي الانقلابي لأن نوابه ساندوا ما قامت به حركة حماس، وهذا مخالف لما اتفق عليه بالقاهرة». ورفض رضوان التعليق على الاتهامات الموجهة من قبل حركة فتح مكتفياً بالقول: «لا داعي لتوتير الأجواء الإيجابية للمصالحة الفلسطينية ويجب وقف التصريحات التحريضية من قبل كافة الأطراف. وكشف رضوان عن وجود اتفاق جديد في حال عدم إجراء الانتخابات الرئاسية والتشريعية الفلسطينية خلال ستة أشهر، حيث سيتم عقد اجتماع بين فتح وحماس في القاهرة للتوافق على حكومة وحدة وطنية يرأسها مستقل وتضم وزراء من مختلف الفصائل الفلسطينية. وشدد القيادي في حركة حماس على أنه لا انتخابات دون الضفة الغربية والقدس وأن الانتخابات ستجرى بشكل موحد بين الأراضي الفلسطينية. أما محيسن فسار في اتجاه مخالف لرضوان قائلا ل» الشرق»: «لا توجد مصالحة دون انتخابات، وحركة حماس تتحمل المسؤولية حال تعذر إجراء الانتخابات، ولا توجد أي ضغوط أمريكية أو إسرائيلية على السلطة، والانتخابات ستجرى في الضفة الغربية وقطاع غزة والقدس». بدوره كشف مدير مركز الدراسات الفلسطينية بالقاهرة إبراهيم الديراوي ل «الشرق» عن وجود حالة من عدم التفاؤل بشأن إمكانية تشكيل حكومة الوفاق الوطني في وقت قريب، مبيناً أن ما يجري بين حركتي فتح وحماس هي حالة من التمني فقط لا تتجاوز ذلك وتبتعد عن العمل الرسمي لتشكيل الحكومة وإنهاء الانقسام. وأوضح الديراوي المطلع على اللقاءات بين الحركتين أن الاجتماع الذي كان مقرراً الإثنين، أُجّل بسبب سفر بعض القيادات الفلسطينية إلى خارج القاهرة وانشغالهم باجتماعات المجلس الوطني الفلسطيني في العاصمة الأردنية عمان.