تعد مهرجانات الزواج الجماعي في محافظة الأحساء، من المظاهر الاجتماعية المتميزة، التي دأب أهالي المحافظة على إقامتها سنوياً خلال السنوات الماضية، انطلاقاً من كونها وسيلة تلاحم وتكافل بين جميع طبقات المجتمع، وقد برزت من خلالها قيادات متطوعة رائعة وطاقات شبابية جبارة، يمكن الاعتماد عليهم في قيادة دفة الحركة الاجتماعية في الأعوام المقبلة، حيث ساهمت رغبة الشباب في المحافظة على هذه العادات في تطويرها وبقائها عاما بعد عام، حتى أضحت اليوم تمثل أحد الكرنفالات التي ينتظرها الأحسائي في كل عام، للاحتفال بزفاف كوكبة من الشباب إلى عش السعادة والزوجية. الأعباء المادية والنفسية نضال الشخص يقول مشرف لجنة الزواج الجماعي ببلدة القارة نضال أحمد الشخص ل «الشرق « إن لمهرجان الزواج الجماعي أهداف كثيرة، عبر المشاركة في تخفيف الأعباء المادية والنفسية والجسدية لأهالي المتزوجين، حيث نسعى لتقديم جميع طاقاتنا كفريق عمل واحد، في سبيل إنجاح المهرجان، فضلاً عن وحدة المجتمع بكافة أطيافه وطبقاته وتكاتفهم الملحوظ على مر السنوات الماضية، وذلك عبر تكاتف أبناء البلد لفرحة واحدة في مكان واحد لهدف جليل، وهو رسم السعادة والبهجة على الأهالي»، مضيفاً أن العمل تحت مظلة روح الفريق الواحد قد ساهم في انخراط كوادر شابة، اكتسبوا الكثير من الخبرات في العمل الجماعي، وبالتالي صقلهم لمهام أكبر في المستقبل، ونتج عن ذلك طاقات شبابية يمتلكون حس القيادة، ولهم نظرة ثاقبة في مواكبة التطور التقني والتكنولوجي في عصرنا الحالي، مع مراعاة عدم الاستغناء عن أصحاب الخبرة في هذا المجال، للظهور بشكل لائق ليلة المهرجان. إحساس متجدد حسن الكويتي وعزا مشرف لجنة الزواج الجماعي بمدينة العمران حسن حسين الكويتي، سر بقاء مهرجانات الزواج الجماعية حتى وقتنا الحاضر، إلى الإحساس المتجدد في قلوب شباب المجتمع الأحسائي وحب مساعدتهم للأقارب والأصحاب، عبر المشاركة والتنظيم في إعداد مكان المهرجان لاستقبال الزوار من داخل الأحساء وخارجها، مما يخلق حالة من روح التعاون والتلاحم في العمل التطوعي، منوهاً أن نجاح الطاقات الشبابية في قيادة مسيرة الزيجات الجماعية دليل واضح على إمكانية نجاح العنصر الشبابي في تطبيق أفكاره ومرئياته التطويرية، على الكرنفال الاجتماعي، بصورة تدعو إلى اعتزاز وفخر المجتمع الأحسائي. التعاون والتكاتف حبيب الصالح ويشير مشرف لجنة الزواج الجماعي في بلدة المركز حبيب حسين الصالح أن استمرارية مهرجانات الزواج الجماعي دليل على نجاحها وأهميتها في المجتمع، منوها إلى اعتقاد بعضهم بأن هذه الظاهرة منحصرة على طبقة الفقراء فقط، وهو أمر يناقض الهدف الذي تم من أجله تأسيس هذه الفكرة الرائدة، وقال» الشخص الغني دائماً يبادر بالمشاركة في هذه التظاهرة الاجتماعية، لإيمانه الكامل بأن مثل هذه التجمعات تزيد من أواصر التعاون والتكاتف بين طبقات المجتمع، وتساهم في تدريب العنصر الشبابي، وصقل مهاراته، ليتحمل المسؤولية في قيادة العمل الاجتماعي بالمحافظة خلال الأعوام المقبلة. خدمات ثقافية وصحية فيما يرى مشرف لجنة الزواج الجماعي في مدينة الطرف محمد صالح المسعود أن مهرجان الزواج الجماعي بدأ بهدف تقليل تكاليف الزواج المادية، وانتهى إلى احتضانه لخدمات ثقافية وصحية واجتماعية وغيرها، لافتاً إلى الأفكار التطويرية التي يمتلكها ذهن الشاب الأحسائي، التي تشجع المسؤولين على ضمه في العمل الاجتماعي، من أجل نقل الخبرات بين أجيال المجتمع المتعاقبة، وتأسيس قيادات شبابية تتميز بروح التغيير والتطوير، مما يساعد على بقاء واستمرار المهرجان. 1500 متطوع وأوضح مشرف لجنة الزواج الجماعي ببلدة الشعبة مصطفى كاظم الحليمي، أن تسهيل الإجراءات الرسمية الحكومية المختلفة، ساهم في بقاء هذه التظاهرة الاجتماعية، منوهاً إلى وجود 1500 شخص متطوع من الأطفال والشباب وكبار السن سنوياً لإعداد المهرجان، مما يشكل نفعاً إيجابياً على البلدة بشكل خاص، والمجتمع الأحسائي بشكل عام. فيما نوه مشرف لجنة الزواج الجماعي ببلدة الرميلة يوسف محمد الشقاق، إلى اهتمامهم بالعنصر الشبابي، لإظهار الإبداعات الكامنة في مجالات الاستقبال والضيافة وإعداد المكان وغيرها، مما يعكس على زائر المهرجان ثقافة المجتمع، التي تتبنى إتاحة الفرصة لهؤلاء الفتية في الرقي بجوانب المهرجان نحو الأفضل، وخلق حالة من التكاتف والتعاون لإنجاح هذه التظاهرة الاجتماعية. طاقات متجددة واعتبر مشرف لجنة الزواج الجماعي ببلدة البطالية، محمد المقرب، رغبة الملتحقين في الانضمام لهذا الكرنفال الاجتماعي، أحد الأسباب الرئيسية لاستمرار الزواج الجماعي في المحافظة، موضحاً أن إقامة مثل هذه التجمعات تحتاج إلى أشخاص وطاقات متجددة باستمرار، لتحمل على عاتقها الإحساس بروح المسؤولية تجاه المهرجان السنوي، الذي يدخل البهجة والسعادة لدى أهالي المحافظة. إلغاء الفروقات الاجتماعية عبدالله المشعل من جانبه، أشار رئيس اللجنة السداسية لمهرجانات الزواج الجماعي في الأحساء، عبدالله المشعل، أن مهرجانات الزواج الجماعي كانت ولا زالت فرصة مناسبة لإلغاء الفروقات الاجتماعية، وإيجاد روابط التكافل والتلاحم بين طبقات المجتمع، مبينا أن المهرجانات قد أفرزت عدداً كبيراً ونوعياً من القيادات الشبابية، ساهمت في نجاحها على مدى السنوات الماضية. وأضاف المشعل أن اللجنة السداسية حاضنة لمهرجانات الزواج الجماعي، التي يبلغ عددها ثمانية عشر مهرجاناً، من خلال تنسيق مواعيدها، والتواصل مع الجهات الرسمية لتذليل الصعوبات، وعقد ورش عمل متنوعة لرفع كفاءة إدارات المهرجان، لافتاً أنه يأمل من وزارة الشؤون الاجتماعية الموافقة على تأسيس جمعية لمهرجانات الزواج الجماعي في المحافظة، من أجل المساهمة في تطوير هذه التظاهرة الأحسائية المميزة نحو الأفضل في الأعوام المقبلة.