دعاني أبوهايس لبيته فسألته عن السبب فأجابني.. علشان تغني معنا يا فهيد.. فاستغربت من لهجته الجادة فهي بعيدة عن المزاح. واستغرابي جاي من أني أعرف أبوهايس. لا يقدر على الغناء لأنه ما عنده حنجرة تساعده حتى إني إذا جلس عندي يتكلم أطلب منه دايما أن يرفع صوته. لذلك سألته للتأكد عندك طبول وكمنجات وما إلى ذلك من آلات العزف والايقاع؟. فقال لي يا فهيد فيه عندنا فرقة موسيقية كاملة بما فيها الكلستلور.. يعزفون بأقدامهم فوق روسنا. الله يسلمك.. جيراننا اللي في الشقة اللي فوقنا بالضبط كل ليلة بعد صلاة العشاء يبدؤون عزفهم وهو عزف يا فهيد يهيض الشجون ويسيل الدموع ويرفع مستوى إحساسنا بالفن والحياة والموت ويرفع عندنا الضغط.. هل تصدق يا فهيد أننا أنا والمحروسة أم هايس أصبحنا مخلوقات روحانية حتى إننا بدأنا نذوب في الهواء الطلق وصرنا ذرات هوائية كاملة التلحين. يا رجل صرنا لحنين في هذا الوجود ونغمات موسيقية نتجول في فضاء شقتنا الموقرة. يا رجل تعزف أقدامهم سيمفونيات ما لها وصيف.. أحيانا يا بعد روحي تعزف أقدامهم سامريات ودحات وما إلى ذلك.. وهكذا.. يا رجل قوّي قلبك وتعال خذ لك كم نغم عسى ولعل تصير من أهل الفن.. يا هل الهوى غنوا سوى.. يا هل الهوى غنوا سوى.. وانطلق أبوهايس يغني دون أن يسمعني!.