استخدمت السيدات الخليجيات قديماً «الرومال» أو «الدسمال»، وهو عبارة عن قطعة قماش مربعة الشكل بزخارف متميزة، ولألوانه دلالات مشهورة عند بعض المسنات، أما في الوقت الحالي، فقد تنوعت استخداماته، وتطور شكله عما كان عليه في الماضي. دلالات الألوان وأوضحت الثمانينية أم حسين أن الشخصيات المتمكنة من القراءة كانت تستخدم «الرومال» أو «الدسمال» كحقيبة للكتب القيِّمة، وتتميز القارئة المتقِنة المعروفة باسم «الملاّية»، بحملها ل «الرومال» الأحمر باليد نفسها التي تمسك بها الكتاب عند القراءة، وهي واقفة في مجالس الذكر، مبينة أنه يضفي على حاملته «هيبة» متميزة، وأضافت «أما في الوقت الحالي، استبدل «الرومال» الذي كنا نجلبه من العراق بالحقائب الجلدية، ولم يعد للرومال أي أثر»، وبينت أم حسين أن المهر كان يقدم سابقاً لأهل العروس في رومال أخضر، مرفقاً مع الريحان. استخدامات النظافة وذكرت أم محمد أن الولد الصغير سابقا عندما يلبس الثوب، يُشبك في جيبه بمشبك خاص منديلا أبيض ليُستخدم لتحقيق أغراض النظافة الخاصة، موضحة أن هذه العادة كانت خاصة بأطفال العوائل غير الميسورة، كما بينت ارتباط «الرومال» قديماً باعتقادات مضحكة، فكان الولد الذي يُعتقد إصابته بالعين أو الحسد؛ يُشبب وبعد تشبيبه، توضع الشبة المحروقة مع بعض القروش في رومال أبيض، ثم يرمى على قارعة الطريق كي يأخذه من يراه ويفتحه؛ ويفرح بالقروش فيتخلص المصاب بالعين من الأذى بإدخال السرور إلى شخص آخر. حقيبة سفر وأوضحت أم حسين أن حاجيات العروس الجديدة كانت تحمل في «الرومال» الأبيض في ليلة زفافها، وتشتري أم العريس في بعض المناطق رومالاً أبيض تطرز أطرافه بنفسها، فتتحدده باللون الذهبي، وتنقش عليه ورودا صغيرة، ثم ترسله إلى عروس ابنها حتى تضع فيه «بقشتها». وأكدت أم محمد استخدام الرومال قبل سنوات طويلة كحقيبة سفر، فتوضع فيه الأغراض شديدة الأهمية فقط عند السفر لتخفيف الأمتعة. إضافة إلى استخدامه لحفظ المصوغات الذهبية والأشياء الثمينة، فكان يُربط في أطراف «الرومال» الخواتم الذهبية في ربطات صغيرة، ويخصص رومال آخر للأساور أو السلاسل الذهبية، ثم يضم «رومال» الخواتم إلى نظيره المخصص للأساور في» رومال» ثالث. تطور «الرومال» وقالت أم حسين «بعد ظهور المسلسلات البدوية القديمة ك «وضحى وبن عجلان»، انفردت بنات العوائل الغنية بوضع «الرومالات» الملونة على رؤوسهن، تشبها ببطلات المسلسلات، وتبين أن «الرومال» تحول إلى ما يسمى ب «البندانة»، وشكلها شبيه بالرومال، إلا أنها أصغر حجما؛ تطويه الفتيات بعد إيصال زاويتي المربع ليصبح مثلثا، ويلم الشعر بواسطته، كما يلبسه الرياضيون، خاصة لاعبي التنس أو الاسكواش، كما أنه متوفر في الأسواق بأشكال متعددة، تختلف عن نقوشه القديمة، وتستخدمه السيدات أحيانا لربطه على الحقائب كإكسسوار، ويلفه اليافعون من الجنسين على معاصمهم كإحدى تقليعات الموضة. أم حسين ممسكة بالرومال والكتاب