إنها قاعدة بسيطة لكنها أصبحت القاعدة الأساسية في مجتمعنا وربما في كثير من المجتمعات، فكل أفراد المجتمع يعيشون عليها، فهي الأساس المتين الذي يستندون عليه في هذه الحياة، فمن علمهم هذه القاعدة؟ وما الذي قادهم إليها ؟ إنهم يُرددون وبصوت عال ( دعني أعيش لأدعك تعيش) وهي بالإنجليزية أكثر تعقيداً (Let me live SO I WILL let you live) كلنا نتمسك بالحياة، وكلنا نملك طموحات وأحلاما، ولكن هل طموحاتنا وأحلامنا وراء هذه القاعدة؟ أم هي رغباتنا المُلحة التي تُحركنا ؟ أم أن مفاهيم الحياة تغيرت لتجبرنا على نوع مُختلف من الحياة ؟ أم أنهم وبكل بساطة لا يدعونا نعيش إلا عندما نطلب ذلك وبصوت واضح (دعني أعيش لأدعك تعيش ) الزوجة قد تقلب حياة زوجها رأساً على عقب بكثرة الطلبات فضلا عن دموع وشكوك و أسئلة وكأنها توصل له بتلك الأفعال رسالة بسيطة ( دعني أعيش لأدعك تعيش) فهي ربما ترغب في أن تُبادله الأدوار، وربما ترغب بتحقيق طموح يتجاوز ثقافته، وربما تُريد أن تُجرده من غلظة رجولته ؟ ليس المهم ماتريده تلك الزوجة بل المهم أنها تستطيع أن تتخلى عن أوامرها ودموعها وشكوكها وأسئلتها مُقابل تحقيق تلك النزعات بداخلها فهي ببساطة ستدعه يعيش مُقابل أن يدعها تعيش والرجل بدوره ربما يدعها تعيش مقابل أن تدعه يعيش معادلة ليست صعبة ولكنها فعلاً موجودة وأيضاً أولئك النسوة بزاوية الحياة لا طلبات لهن ولا أسئلة ولا شكوك وربما لادموع فكل ما يردنه هو أن يعشن، وكل واحدةً منهن التزمت الصمت ليدعها ذلك المتجبر أن تعيش بلا ألم بلا حزن ولكن هؤلاء النسوة استخدمن تلك القاعدة بالمقلوب (سأدعك تعيش لتدعني أعيش ) الموظف في مقر عمله يبتسم يُجامل وينهي عمله كما يُراد وربما يقبل الإهانات في بعض المواقف أو يتنازل عن حق ما في مواقف أخرى فقط ليوُصل لهم رسالة بسيطة (دعوني أعيش) ورب العمل أيضاً ودون ان نُدرك يُطبق ذات القاعدة وببراعة فهو يقدم الحوافز والدعم وربما يُقدم أكثر بكثير من ذلك والسبب فقط رغبته الجامحة في أن يعيش، فهؤلاء الموظفون إن لم يوصلوه لما يُريد فهو لن يعيش كما يرغب ويُريد! وراء كُل مايفعله لهؤلاء الموظفين قاعدة واحدة (دعوني أعيش لأدعُكم تعيشون ) المضحك بهذه القاعدة أن الأطفال بدأوا يتعلمونها مبكراً فهم لايحتاجون لمعلم ليُطبقوها بنجاح فكلنا حولهم معلمون نوصلها لهم بنجاح ليستخدموها بكل براعة فطفل اليوم يبكي ويُخرب ولايُنفذ تعليمات والده ووالدته مهما كانت صارمه، وسبب تمرده تلك الطلبات التي لم يُنفذها والداه له فكل أفعاله الفوضوية تلك وراءها قاعدة واحدة ( دعوني أعيش لأدعُكم تعيشون) فذلك المُتمرد الصغير يصبح كالحمل الوديع بعد تنفيذ كل تلك المطالب والأهل بدورهم يُنفذون تلك المطالب وإن كانت تافهة، السبب فقط أنهم يُريدون أن يعيشوا بسلام وبلا إزعاج أو مُضايقات فهم ببساطة يُطبقون القاعدة ( دعنا نعيش لندعك تعيش ) وإن كانت بالمقلوب! خُلاصة هذه القاعدة أنه لا فرق بين من يعيش أولاً المهم، أننا نُرخي الحبل ونُجامل ونصمت ونفعل أي شيء مُقابل أن نعيش بسلام أو كما نُريد، لن اُنكر أنني اُطبق هذه القاعدة في حياتي، فأنا مُحاطه بمن يستخدمونها ولأنها ربما أصبحت جُزءًا من الحياة وأنتم إياكُم أن تُنكروا أنكم تتبعونها في حياتكم فمنكم من صمت ومنكم من تنازل ومنكم من بكى ومنكم من صرخ فقط لأنه يُريد وبكل بساطة أن يعيش، ولولا المرونة بين الناس، لما استمرت الحياة، وهذه حكمة من حكم الله في خلقه.