بدأ المبتعث السعودي نواف الهلال دراسته الجامعية في كندا عام 2009م، واختار تخصص الهندسة الميكانيكية، ثم اجتاز مرحلة اللغة خلال السنة الأولى في كندا، إلا أنه لم يستطع إكمال المشوار، فقد طلب تحويل دراسته إلى الولاياتالمتحدة بسبب صعوبة الدراسة في كندا. ويقول الهلال «كانت تجربة الابتعاث إلى كندا جميلة جداً، فقد تعلمتُ الاعتماد الكامل على نفسي، كما أنني تعرفتُ على الشعب الكندي، واكتشفتُ أنه شعب مثقف ويقدِّر الآخرين، يحب الثقافات، وهو بعيد تماماً عن العنصرية، ويساوي في تعامله بين الصغير والكبير، والغريب أنني تعرفتُ على صفات لم أكن أدرك أنني أتحلى بها من قبل، كالصبر مثلاً، فضلاً عن تعامل الملحقية السعودية في كندا مع المبتعثين الذي كان رائعاً جداً». وعندما التحق الهلال بجامعة في الولاياتالمتحدة، كان واحداً بين 64 طالباً اجتازوا اختبار اللغة الإنجليزية في الكتابة، وبيّن الهلال أن الأمر يعود بالدرجة الأولى إلى جدية وصرامة الدراسة في كندا، ويعبر الهلال عن إعجابه بالأسلوب الأمريكي في التعليم الذي يَعتَبِرُ الطالبَ جزءا أساسياً من المنظومة التعليمية، ويتيح له فرصة التعلم من خلال المحاولة والخطأ، فيمزج الفائدة بالمتعة، فضلا عن المرونة والسخاء في منح الدرجات، ما يدفع الطالب إلى الإقبال على دراسته بشغف وحب، فيزداد عطاؤه وتفوقه. ويبين الهلال جدوله اليومي في أمريكا؛ حيث يبدأ بالذهاب إلى الجامعة، يليه المذاكرة في المكتبة، ثم يقضي 5-6 ساعات يوميا على الإنترنت، بين البحث ومحادثة الأهل، ويوضح الهلال أن سبب التزامه وبقية زملائه المبتعثين بالنظام في الخارج، بينما يتجاهله معظمهم في الوطن، عائد إلى التربية والتعود، بالإضافة إلى الضغط الاجتماعي، حيث يعتبر من يخالف القواعد والأنظمة المعمول بها في البلد، أمراً غير مقبول اجتماعياً. ويشير الهلال إلى اضطراره مع بعض زملائه للسفر إلى شمال ولاية كنتاكي، قاطعين مسافة ثماني ساعات بالسيارة، لتخليص معاملاتهم في الملحقية السعودية بسبب تعقيد بعض الإجراءات، ما أثر في كثير من الأحيان على دراستهم، وذكر الهلال أنه كاد يفقد بعثته في إحدى المرات نتيجة لذلك، إلا أن نظام «البوابة الإلكترونية» الجديد اختصر كثيرا من الإجراءات، ويطالب الهلال المسؤولين بزيادة المخصصات للمبتعثين في بعض الولايات المعروفة بغلاء أسعارها، كون إيجارات الشقق في بعض الولايات تستنزف معظم مبلغ المكافأة الشهرية التي خصصتها الدولة للمبتعثين، فيتشارك أحيانا ستة طلاب شقة واحدة، بهدف التوفير. نواف الهلال