ليس دفاعاً أو حباً لشفيق، ولا تحاملاً على حزب الإخوان المسلمين السياسي «الحرية والعدالة» ، لكنها مصر الكنانة وأمنها ورفاهيتها الاقتصادية والاجتماعية التي نحبها. مصر يجب أن تأخذ دورها الطبيعي والقيادي ضمن الدول العربية ذات الثقل السياسي والاقتصادي في محيطها الإقليمي بل والدولي.فقد بدأت القيادات الإخوانية ومن خلفها الأتباع داخل مصر وخارجها في إمطار الإعلام بكافة أنواعه بتصريحات متشنجة غالبها ترفض تقدم شفيق ومنافسته مرشح الإخوان وبعضها تتحدث عن اتصالات مكوكية بين قيادات الأحزاب الأخرى، وخلق تحالفات معها استعداداً لحسم الجولة الثانية من الانتخابات بين مرسي وشفيق (وهذا إجراء انتخابي لاخلاف عليه) .لكن أن يصل الأمر أن تخرج تصريحات من قيادات كبيرة بالحركة والحزب المنبثق عنها بالتهديد بثورة أخرى في حالة فوز شفيق؟! أو إصدار دعاوى وفتاوى دينية، أو تشكيكات قانونية في صحة ترشح شفيق للرئاسة – رغم نزاهتها بشهادة 26 جمعية حقوقية، و150 شخصية عالمية؟! وكل ذلك لأهداف انتخابية وحزبية كدعوة القرضاوي في خطبة الجمعة وقوله: (إنَّ إسقاط شفيق واجب ديني وشرعي) أو ما قاله عصام العريان مسؤول المكتب السياسي لحركة الإخوان، وكلها تصب لصالح الحركة وحزبها وشحن الشارع المصري ورجل الشارع البسيط واستغلال عاطفته وفطرته الدينية لأحداث فوضى عارمة تحت مسمَّى ثورة ثانية! والزعم بالحيلولة دون خطف الثورة من الثوار رغم إنَّ الإخوان هم من خطفها بل كانوا ضدها عندما بدأها شباب الثورة من ميدان التحرير، ولم ينضموا لها إلا يوم 28 يناير بعد أن بدأت المؤشرات تؤكد نجاحها .ورغم أنَّ احتمالية خسارة مرشح الإخوان بالجولة الثانية ليس متوقعاً في ظل الخبرة التراكمية والجهود الكبيرة والتنظيم والتأثير الإخواني المعروف عن حركة الإخوان المسلمين، إلا أنَّ التموضع بهذه المواقف التي عكستها آراء هذه القيادات والأتباع تتناقض مع مناداتهم بالديمقراطية والإحتكام للصندوق طوال الحقب الماضية حتى وقتنا الحاضر، وعندما تبرز آراء ورغبات الطيف الآخر من المجتمع المصري نرى منهم الالتفاف على نتائج الانتخابات المبدئية واستباق الحدث ورفضها.أكرر أنني مع الديمقراطية ما دام المجتمع المدني المصري ارتضاها، ولست مع شفيق ولا مع مرسي، رغم أني كتبت في تغريدة سابقة بميلي لفوز الإسلاميين لننعم بتطبيق شعارهم طوال فترة الحكم السابق (الإسلام هو الحل) واختبار تطبيقها.إنَّ نجاح التطبيق الديموقراطي مرهون بالتنمية الاقتصادية والاجتماعية الحقيقية وأن يكون نتيجة له لأني أجزم باستحالة تطبيق الديمقراطية الصحيحة في مجتمع ما، دون أن تسبقها التنمية الاقتصادية والاجتماعية، فهي البيئة الصحية لنموها وازدهارها . أخيراً لا يهمني من يفوز بهذه الانتخابات بقدر ما يهمني ضمان الحرية الممنوحة للآخر، وقبلها سلامة وأمن ورفاهية مصر العزيزة على كل عربي ومسلم .