أهل الزوج وأهل الزوجة لا يسرَّهما خاصة الوالدان أن يعكر صفو ابنيهما أي كدر، فهم يتمنون لهما حياة آمنة ومستقرة، ومنذ الساعات الأولى للاقتران وهما لا يشغلهما شاغل ولا يهمهما أمر سوى الإعداد لزفاف ابنيهما والتجهيز لاكتمال فرحتهما باكتمال التقائهما، ثم لا يلبث الأمر بعد الزواج إن تم حتى يبدآن في تتبع الأخبار وتلمس العلامات والدلائل عن ثمرة للقاء، من مولود يحمل اسم الزوج ويتمم أنس الزوجة وبهجتها. لا يهدأ لأم الزوج ووالده وأب الزوجة ووالدتها بال فترة ما بعد ليلة العمر وفي مرحلة الزواج الأولى التي تشبه حالة إقلاع الطائرة حتى تبدأ رحلة العمر في الاستقرار وأن تندمج روحيهما بعضهما في بعض ويستقلان بحياتهما تماما بدون كدر ولا منغصات. ولكن ما يثير تساؤلاتي واستغرابي هي تلك الحالة التي تقلق أهل الزوجة والزوج عندما يريان حالة اندماج كامل بين الزوجين كانقياد الزوجة للزوج بشكل تام أو احترام الزوج لزوجته وتلبية احتياجاتها أو طلباتها، وكيف تبدأ التفسيرات الخاطئة لتلك الحالات؟ أهل الزوج والزوجة في بيئتنا يريدون حالة من ال(لا) حب وال(لا) كره؟ جعلت من الحكمة أن تخفي الزوجة أو الزوج الحب للآخر عن أهلهما. فكرة المقال كانت تدور في ذهني منذ زمن ولكن ما جعلني أشرع في كتابتها، تلك القصة التي ذكرتها صحيفة عكاظ «عن تعرض أم لحالة إغماء ونقلها إلى المستشفى من هول الصدمة التي شاهدتها عندما رأت ابنها العريس يقبل يد عروسته بعد تقديم الشبكة لها في أحد قصور الأفراح ورفضها لقبول زيارته لها بالمستشفى الأمر الذي اضطره إلى إلغاء رحلة شهر العسل» وقد يعرض مشروع الزواج مستقبلاً للفشل، ولو أنَّ هذا العريس استشارني، لقلت: أجل هذه القبلة عن أعين أقاربك، ثم إذا اختليت: فقبل ما شئت وأين اشتهيت.