منذ الصغر تزاملا أخوين وصديقين، ومع إنهما ليسا بتوأمين إلا أنهما تعلقا ببعضهما البعض، فكانا يلعبان سويا ويدرسان معا، وظلا على هذه الحال لا يفترقان، وعندما كبرا كبرت معهما أحلامهما، فقررا أن لا يتزوجا إلا في يوم وليلة واحدة، وبالفعل، تحقق لهما ذلك الحلم الذي ظلا يرسمانه في خيالهما كلما هبت عليهما رياح الأشواق لليلة العمر وتكوين عش الزوجية. استعد الأخوان الصديقان لتك الليلة وخططا لها، وفي لحظة صفاء رسما الآمال، وقالا: سننظم فرحا له رائحة من عبق الماضي يغني أهلنا ويرقصون على أنغام الدفوف والطبل والعرضة وتطلق أمنا وعماتنا وخالاتنا الزغاريد، سننثر الأزهار، ونوزع الحلوى، ونرتدي أحلى البشوت وسترتدي لنا عروستينا أحلى الفساتين.. سنجعلها ليلة من ألف ليلة وليلة.. أحلام تبادلاها سويا.. وأخيرا تحقق حلم حياتهما بالارتباط بشريكتي العمر، بعدما اختار لهما الأهل عروسين تتمتعان بصفات الخلق والأدب واللتين هما ابنتا أحمد محمد ذيبان وعبد الله سعيد آل غانم. وتم الفرح بأحد قصور الأفراح بمدينة أبها، وفي هذا قال العريسان «إن كانت هناك من عبارات الشكر والتقدير، فإننا نقدمها للوالد على دعمه وتشجعيه لنا على هذه الخطوة المباركة، حتى تكللت بالنجاح ولله الحمد في هذه الليلة المباركة، كما لا يفوتنا أن نشكر كل من العم أحمد والعم عبد الله على حسن ظنهما وثقتهما فينا، ونعدهما بأن نكون محل الثقة إن شاء الله، ونقدم الشكر أيضا لمن شاركنا هذه الفرحة من الزملاء والأصدقاء والأقارب»، فيما أبدى والد العريسين يحيى حسن آل عبدالمتعالي سعادته بزفاف ابنيه في هذه الليلة التي عدها من أجمل الليالي في حياته، وأضاف يقول «مشاعري هي مشاعر كل أب يبحث عن السعادة لأبنائه في أن يقترن بالزوجة الصالحة ذات الأخلاق والأدب ليكون أسرة سعيدة مليئة بالتوفيق والمحبة، وأسأل الله للعروسين أن يرزقهما المولى عز وجل الذرية الصالحة وأن يوفقهما لما يحب ويرضى». فيما عبر والدا العروسين عن سعادتهما البالغة في هذه المناسبة السعيدة مؤكدين أنهما وجدا في الشابين أحمد ومحمد، الأخلاق الحسنة والتحلي بالمثابرة والطموح، و«لذلك أرتضينا بهما وزوجناهما وهما أهل للثقة والمسؤولية»، كما وجه والدا العروسين النصح والتوجيه للشباب بالزواج المبكر الذي يضمن الاستقرار للمتزوجين ويحفظهما وطالبا من الزوجين بأن يتحليا بالصبر والعون لبعضهما البعض، حتى يكون التوفيق عنوانا لحياتهما المقبلة. حضر حفل الزواج عدد كبير من الأهل والأصدقاء والفرق الشعبية والشعراء الشعبيين، شاركوا العريسين فرحتهما وزفوا لهما التهاني والتبريكات لإتمامهما نصف دينهما.