وصف الأمير تركي بن عبدالله بن عبدالعزيز لقاء خادم الحرمين الشريفين بأسر ذوي الدماء الذين تنازلوا عن قتلة أبنائهم لوجه الله ثم بشفاعته ظهر الجمعة بأنه يجسد صورة من صور التلاحم ين الشعب والقيادة، مؤكدا أن هذا اللقاء والتنازل يعد بيعة جديدة للملك عبدالله. وأكد الأمير تركي المسؤول عن متابعة ملف الدماء ل «الشرق» أن الملك يحرص بشكل شخصي على عتق الرقاب لوجه الله تعالى، مشيرا إلى أنه يوصيهم بعدم الإثقال على الناس وأن يعرضوا عليهم التنازل لوجه لله بشفاعته؛ فإن رضوا بذلك فلهم أجري الدنيا والآخرة، وإن لم يرضوا فإنه يؤكد علينا بعدم الإثقال عليهم وأن من حقوقهم الشرعية والنظامية طلب القصاص. ونوه الأمير تركي بحرص خادم الحرمين الشريفين على إشاعة ثقافة العفو والتسامح بين الناس، مبيناً أن سلسلة اللقاءات التي تمت بين الملك عبدلله وذوي أسر المقتولين ساهمت في تخفيف مصابهم. ولفت إلى أن الملك يوصيه بالتواضع وأن يعتبر نفسه أخا للقتيل عندما يسعى في قضايا العتق والعفو، بل إنه كان يقول لي قل لهم «اعتبروني في مقام ابنكم الذي رحل» حتى نخفف على ذوي الدماء مصابهم. مؤكداً أن هذه الصفات جزء ممن تعلموه من مدرسة والدهم خادم الحرمين الشريفين في ضرورة العفو عند المقدرة والتسامح ومحبة الناس وتقدم العون والمساعدة لهم والتكاتف معهم في السراء والضراء. وأشار الأمير تركي إلى أن حرص الملك عبدالله على لقاء ذوي الدماء ممن تنازلوا لوجه الله يؤكد على اهتمام الملك بهذه القضايا بل إنه يحرص بشكل شخصي على لقائهم بعد موافقتهم على العفو. مبينا أن خادم الحرمين الشريفين يسأل أحيانا عن بعض القضايا بنفسه ويتابعها حتى تنتهي، وذلك من حرصه الشديد على إشاعة العفو بين الناس. وأبان أن خادم الحرمين الشريفين استقبل قرابة أربعين أسرة خلال الفترة الماضية من أصل سبعين أسرة تنازلوا عن قاتلي أبنائهم لوجه الله بشفاعته. ولفت إلى موافقة أولياء الدم على العفو تأتي للمكانة الكبيرة للملك عبدالله في قلوب شعبه وكل المسلمين. وخلص الأمير تركي إلى أن الجهود ستتواصل في عتق الرقاب ولا يريدون من ذلك سوى وجه الله تعالى والأجر في الدنيا والآخرة. وقدم الأمير تركي شكره لمستشاره علي المالكي على جهوده الدؤوبة في سبيل إقناع ذوي الدماء بخطاب شرعي معتدل يحببهم فيه بالعفو ومكانته وأجره الكبير والعظيم في الدنيا والآخرة ما كان له أثر كبير في إنهاء كثير من القضايا العالقة.