فوجئ فريق عمل برنامج «من هنا نبدأ» الذي يعرض على التلفزيون السعودي باتصال من شخص يدعى علي سالم الروقي؛ يعلن فيه عتقه لقاتلة والده المسن لوجه الله تعالى عقب تقديمهم لحلقة يتحدثون فيها عن فضل العفو. وفي التفاصيل التي يرويها عضو لجنة إصلاح ذات البين المسؤول عن ملف الدماء المستشار الدكتور علي المالكي، أنهم أثناء تصوير البرنامج مع المذيع عبدالمحسن البكر الذي كان يتحدث عن فضل العفو لوجه الله وما ينتظره أهل القتيل العافون من أجر كبير في الدنيا والآخرة واستدللنا حينها بموقف الرسول صلى الله عليه وسلم عندما قال لقريش «اذهبوا فأنتم الطلقاء»، وكذلك بموقف الملك عبدالله عندما عفا عن من كانوا يريدون اغتياله ونادينا أهالي الدم بالعفو لوجه الله تعالى فوجئنا باتصال من مواطن يدعى علي سالم الروقي أعلن تنازله عن قاتلة أبيه». ويضيف المالكي «الموضوع كان مفاجأة لنا رغم أني أعرف الشخص فقد سبق وحاولنا قبل عام مع الرجل وأهله للعفو عن قاتلة أبيه الإندونيسية جميلة واستمرت المحاولات حتى فاجأنا بالعفو على الهواء وأمام ملايين المشاهدين». وأوضح المالكي أنهم تدخلوا في موضوع الشفاعة بعد أن أرسلت الخادمة الإندونيسية جميلة بطلب شفاعة لمقام خادم الحرمين الشريفين عن طريق الأمير تركي بن عبدالله بخطاب باللغة الإندونيسية تمت ترجمته للعربية، وقد تحركنا عبر عام كامل وبعد سنة من المد والجزر أعلن الرجل عتقه لرقبة جميلة الإندونيسية لوجه الله، وبين المالكي أنه تم أخذ تنازل شرعي من الرجل في المحكمة. ولفت المالكي إلى أن الروقي سيحظى بالسلام على خادم الحرمين الشريفين مع ستة آخرين تنازلوا عن قتلة ذويهم لوجه الله بشفاعة الملك عبدالله بعد جهود كبيرة من قبل الأمير تركي بن عبدالله ليكون عددهم سبعة أشخاص نجح الأمير في إقناعهم بالتنازل لوجه الله بشفاعة الملك منذ قدومه إلى البلاد سالما معافى، مشيرا إلى أن الخادمة جميلة فرحت بهذا العفو الذي جاء لوجه الله، وطالب المالكي كل أولياء الدم بالعفو طلبا للأجر العظيم والمثوبة. من جانبه، بين ل «عكاظ» ابن القتيل الوحيد علي سالم الروقي أنه اتخذ قرار العفو بعدما سمع عن أجر العافي وأن شفاعة خادم الحرمين الشريفين قادته لهذا العفو الذي كان لوجه الله تعالى دون أن يطلب أي مقابل. وأفاد الروقي إلى أن حادثة القتل تمت قبل أربع سنوات عندما كان يقضي شهر العسل بصحبة زوجته التي لم يمض سوى عشرين يوما على الاقتران بها عندما أخبر بأن خادمتهم الإندونيسية قد استغلت غياب والدته وباغتت أبيه الطاعن في السن الذي وصل عمره للتسعين بالقتل في غرفته من أجل السرقة، وأشار إلى أن حكما بالقتل صدر بحق الخادمة لكن الشفاعة جعلته يتخذ هذا الموقف بعد مشاروات مع أمه وأخته التي رزقت بمولودة حديثة وكأن الله قد جزاهم بهذا العفو بالمولودة. وأفصح الروقي إلى أنه كان يشعر بقلق نفسي كبير فالخادمة التي كانت تقاسمهم المأكل والمشرب والعيش قد قتلت والده فأصبح يرى كثيرا من الكوابيس حتى أعلن عفوه فشعر براحة نفسية كبيرة. وأكد الروقي على أنه من جانب بيت الله الحرام يطالب كل من له دم بالعفو، متمنيا أن ينال الأجر الكبير.