عادت أزمة الأعلاف بعد هدوء استمر نحو عام إلى سوق عرعر، ولكن من وجه آخر وهو ثبات سعر بيع كيس الشعير بأربعين ريالاً للكيس الواحد، ومعروض لا يكفي حاجة مربي الماشية في السوق ما جعل المواطنين يلجؤون إلى الشراء من السوق السوداء بأسعار يتحكم بها التاجر، «الشرق» تجولت في سوق عرعر أمس، و قال المواطن فيصل العنزي: يتم التقطير على السوق بسيارة واحدة أو سيارتين ما يجعلها تعاني منذ ثلاثة أيام من نقص الشعير الذي يُعد الغذاء الرئيس للمواشي، وأضاف المواطن راضي العنزي أنه لا توجد رقابة من فرع وزارة التجارة، ونحن لا نكاد نراهم وإن حضروا فإن مهمتهم تتلخص في أخذ سعر البيع في اليوم ومن ثم المغادرة». وأشار إلى أن هناك تحايلا من نوع جديد وهو التقطير على السوق من قبل التجار الموزعين والبيع خارج السوق بأسعار مرتفعة بهدف إجبار المواطن على الشراء من خارج السوق، مفيدا أن أكياس الشعير تباع في الأماكن المظلمة من خلال حمولة سيارة كاملة بزيادة تصل إلى خمسين ريالا للكيس. وأضاف أنه ليس أمامه سوى التجمهر لإنقاذ ماشيته من الهلاك انتظارا لسيارة أخرى قد تصل إلى سوق المواشي . وأبان ماجد العنزي أن السيارة الواحدة بها 150 كيسا، بينما مواشي الشمالية بالكامل تحتاج لما يقارب ثلاثين ألف كيس يوميا ،لأن أعداد المواشي تبلغ نحو خمسة ملايين رأس، ما يعني أن الكثير لن يحصل على علف لأغنامه. أما مضحي العنزي، فأرجع أسباب نقص الشعير وظهور سوق سوداء له خارج سوق الأعلاف في عرعر إلى تلاعب التجار والموزعين في إرسال عدد قليل من التريلات إلى السوق والبيع في السوق السوداء خارج حدود المنطقة، والعمالة التي بدأت تلعب لعبتها التي تسيطر على السوق منذ مدى بعيد وترفع السعر عند قلة الكمية وإقبال المواطنين على شراء الشعير والبعض من الوافدين يقوم بشراء الكمية من السوق كاملة ويتحكم في السعر وحده. وناشد بدر الرويلي الجهات المسؤولة إنقاذ الثروة الحيوانية لأن « الموت بدأ يحصد أعداداً كبيرة بسبب غلاء ونقص الأعلاف في أسواق عرعر وطريف والعويقيلة والتي تُعد أهم مناطق المملكة في تربية المواشي . من جهته، أوضح مدير عام الإدارة العامة لشؤون الزراعة بمنطقة الحدود الشمالية المهندس صالح بن عيد النعيم السهو، أن الفرع من مهامه رقابة السوق والتأكد من أن كميات الأعلاف كافية لمربي المواشي بالمنطقة، معتبرا أن الأزمة مفتعلة، واستغرب حظرها في هذا التوقيت من كل عام. وأضاف أنه سيتم إطلاع الوزارة بكل ما يستجد وسنتابع السوق أولا بأول، وفي حال تأكدنا أن هناك نقصا سيتم تشكيل لجنة عاجلة تضم عدة دوائر حكومية. صالح النعيم