أعربت جامعة الدول العربية، اليوم الجمعة، مجددا عن قلقها البالغ إزاء تصاعد وتيرة السياسات “العدوانية” الإسرائيلية بحق القدسالمحتلة وأهلها. وأكد الأمين العام المساعد لشؤون فلسطين والأراضي العربية المحتلة بالجامعة العربية السفير محمد صبيح، خطورة ما قامت به القوات الإسرائيلية خلال اليومين الماضيين من زرع عشرات القبور الوهمية في المناطق القريبة من المسجد الأقصى المبارك. وقال صبيح ، في تصريحات له اليوم بمقر الجامعة، إن إسرائيل بهذه الأعمال إنما تنفذ مشروعا “شاذا وغريبا”، وما يجري من زرع للقبور الوهمية اليهودية في منطقة وادي الربابة ببلدة سلوان جنوب المسجد الأقصى هو “كذب مفضوح وخداع ومحاولة تزوير لوقائع التاريخ”. وأضاف أنه في القرن الحادي والعشرين الذي وصل فيه الإنسان إلى القمر، تأتي إسرائيل وتنفذ مشروعا في القدس “يتنافى مع عقل الإنسان”، معتقدة بأنها من خلال زرع هذه القبور تستطيع أن “تضحك على عقول الناس”. وأوضح صبيح أنه بتزامن مع وضع هذه المقابر، تقوم السلطاتالإسرائيلية بحملة واسعة في الغرب لخداع بعض السذج من أتباع الديانة اليهودية واقناعهم بأهمية أن يدفنوا في القدس، وهذا أمر غريب للغاية من شأنه أن ينشر الفوضى، على حد تعبيره. وتابع: “لو فكر كل مسيحي بأن يتم دفنه في الفاتيكان، وكل مسلم في مكة، وكل بوذي في بورما على غرار ما تعمل إسرائيل في القدسالشرقية، لدخلنا في تفكير عقيم لا يتناسب مع حضارة الإنسان ورسالة الديانات السامية”. وقال: “الفلسطينيون عمروا هذه الأرض على مدار التاريخ بعرقهم وجهدهم وأموالهم، ولا حق لليهود فيها، ونذكر بأنه في الوقت الذي تهود إسرائيل فيه القدسالشرقية من خلال استيلائها على 90% من ممتلكات العرب وهدم بيوتهم تتجاهل حقيقة أن الفلسطينيين مازالوا يملكون أكثر من 70% من القدسالغربية حتى الآن”. وأوضح صبيح أن الخطير في هذه السياسة أنها تأتي في سياق مخطط استعماري كبير يراد منه تهجير الفلسطينيين من بلدة سلوان، حيث ستأتي “دوائر الاحتلال” وتدعي في وقت لاحق أن منازل المواطنين في المنطقة مقامة فوق مقبرة يهودية، مع أن الأمر لا يتعدى مقبرة وهمية. القاهرة | د ب أ