ولد أرسطو في عام 322 ق.م في أسطاغرا، خالكيذيكي في اليونان، وهو تلميذ أفلاطون سماه الشهرستاني المقدم المشهور والمعلم الأول، والحكيم المطلق عند اليونان والروم عامة. لزم مدرسة أفلاطون عشرين سنة إلى وفاة معلمه. ونقد أفكار معلمه نقداً شديداً مع التعظيم لأستاذه، وكان يقول:أحب الحق وأحب أفلاطون وأؤثر الحق على أفلاطون. غادر أثينا بعد وفاة أفلاطون إلى أسوس مستوطنة في آسيا الصغرى، وحل ضيفاً على هرمياس الأترنوسي زميله في مدرسة أفلاطون وكان حاكما طاغيا. وبعد مقتله تحول إلى مقدونيا ونزل على فيليب وقام على تربية الإسكندر الأكبر. وأعانته هذه العلاقة على بحوثه حيث وجد حفاوة في البلاط المقدوني، ولم يكن أرسطو فيلسوفاً مجرداً بل كان واسع العلم والمعرفة. سمي المعلم الأول لأنه واضع التعاليم المنطقية، وقيل إنه بدأ بكتابة المنطق ثم العلوم الطبيعية ثم الأخلاق والسياسة ثم فيما بعد الطبيعة. اشتهر بنزعته العقلية فيما كان أستاذه مثالياً، يرى أن العالم الحقيقي ينقسم إلى قسمين: مافوق فلك القمر وما تحت فلك القمر.انتقد أفلاطون في نظرية المثل الثابتة، وذهب إلى أنها صور مجردة للمحسوسات، ويرى أن الحقائق الكلية توجد في الذهن على شكل إدراكات عقلية ومفاهيم. كان يؤمن بإله واحد ولكن على طريقة تشبه الحلولية، ويرى أن الله علة غائية لحركة العالم، وهو منزه عن الحركة لاقتضاء ذلك التسلسل بالنسبة للمحرك. وله نظرية الوجود بالقوة والوجود بالفعل، وذهب إلى أن النفس حادثة بحدوث الجسد وبينهما علاقة جوهرية. وقسم النفس إلى نباتية وحيوانية وعاقلة. تقوم نظريته في الأخلاق على عقلانية الخير وذلك أصل السعادة إذا تأسس على الاعتدال الذي يسوسه العقل. ورد على أفلاطون نظريته الاجتماعية والاقتصادية، وفي السياسة يدعو إلى العودة إلى المجتمع والشورى.