أعظم فلاسفة العصور القديمة. من أسرة أرستقراطية. شهد أحداثا دموية أثناء الحرب الأهلية، سقطت بها الأرستقراطية وجاءت الديموقراطية التي أعدمت أستاذه ومعلمه سقراط. تأثر بالواقع السياسي فسعى إلى إقامة حكومة فلسفية تقوم على العدل، ولكنه فيما بعد دعا إلى حكومة قانونية لاحكومة فلاسفة، جاءت هذه القناعة بعد رحلات ومغامرات ومخاطر سياسية مر بها. انشأ جامعته الأكاديمية لتخريج الفلاسفة، ولإقامة العدل فيهم في كل بلاد اليونان، وجمع فيها سائر التراث العقلي اليوناني وجميع العلوم. أخذ عن كثير من الفلاسفة والمدارس، ورحل إلى كثير من الأقطار طلبا للحكمة .أحيى تعاليم سقراط في مؤلفاته الحوارية التي هي أعظم إنتاج فلسفي ومن أعظم إنتاجات الأدب العالمي. كان مؤمناً بصانع هذا الكون ومبدعه، وسمي الإلهي وعرف بالتوحيد والحكمة. يرى أن الله أبدع الكون من مادة قديمة مجردة عن حقيقة الجوهر من مقر الإمكان والعدم . أي أن العالم محدث في وجوده قديمٌ في صور المعلومات الإلهية، ذهب إلى أن العالم عالمان، عالم عقلي مثالي، وعالم حسي مشاهد هو صورة عن عالم العقل والمثال. والمثل عند أفلاطون هي الحقائق الخالدة بل هي نهاية الكمال العقلي. وقال بمبدأ الخير ونسبية الشر لأن الصانع خلق العالم مفعما بالخير على مثالة، ولأن الخير مقتضى بالذات أما الشر فمقصود بالعرض، والعرض زائل. ويرى أن المعرفة معان قديمة في فطرة الإنسان، وقضايا مجردة ليتذكرها الإنسان أثناء التعلم والتذكر. والأخلاق ليست بالشعور والذوق بل هي أخلاق عملية تثبت قيمتها بقيمة العمل. وأبرز ماعرف من فلسفة أفلاطون نظريته السياسية والمعروفة بالمدينة أو الجمهورية الفاضلة، وهو النظام الذي يقوم نظامه الاجتماعي على منطلقات الفعل الإنساني المتمثل في ثلاث قوى «الشهوة والعاطفة والعقل». فأهل الشهوة هم طبقة العمال، وأهل العاطفة هم المحاربون، وأهل العقل هم الحكام والفلاسفة. وفي الاقتصاد ينحو إلى الشيوعية غير الاشتراكية، ويسمح بالملكية تحت الرقابة. ونظريته الاجتماعية تذهب إلى الشيوعية أيضاً.