أتلقى باستمرار اتصالات من أشخاص لا أعرفهم، يتساءلون عن موضوع أعرفه، كان آخرهم قبل يومين، حيث دار بيني وبينه الحديث التالي (سأرمز للمتصل بحرف/م ولجوابي له بحرف/ج). م: أنت المحامي الناصري؟. ج: نعم. م: (بصوت متشنج خائف): خرجت الآن من هيئة السوق المالية بعد جلسة تحقيق.. ج: (مُقاطعاً) سأكمل القصة نيابة عنك: قالوا إنك ارتكبت مخالفات أثناء التداول، ثم عرضوا أمامك من «البروجكتر» جداول وأرقاماً متداخلة متقاطعة الألوان تشبه لون تنورة الحرس الملكي الاسكتلندي، ثم أشار أحدهم إلى الجداول بعصاه الفضية وكأنه في نشرة الأحوال الجوية، وقال: «ارتكبت هذه المُخالفات أثناء التداول في اليوم الفلاني». ثم أخبرك بعد عملية حسابية أن المكاسب التي حققتها من المُخالفات، والغرامات بلغت (كذا) مليون ريال، ثم طلب منك تحويلها إلى حساب الهيئة في «سامبا» خلال شهر، وإلا سيتم تجميد حساباتك المصرفية والاستثمارية، ومنعك من السفر وإحالة القضية إلى لجنة الفصل في منازعات الأوراق المالية للحكم عليك بالسجن ثم التشهير باسمك. م: هذا بالضبط ما حدث معي، فبمَ تنصحني ؟. ج. ادفع لهم المبلغ المطلوب. م: ولكن هذا ظلم.. أنا بريء ..سأطلب منهم بياناً بالمخالفات المزعومة. ج: لن يعطوك أي شيء مكتوب، حتى رقم حسابهم سيطلبون منك نقله بخط يدك. م: هل أشكوهم لأية جهة؟ ج: إن أردت نصيحتي ادفع بالتي هي أحسن. م: هل هذه فتوى قانونية؟. ج: أبداً. القانون في المشرق، وتصرفهم معك في المغرب، لكنها نصيحة مخلصٍ لك يعرف البير وغطاها. م: ألن تُنصفني اللجنة؟ كيف ستعود الثقة إلى السوق في هذا الجو المُرعب؟. ج: انتهت مساحة الزاوية.