قامت فرنسا ببناء نموذج وهمي من باريس قرب شمال المدينة خلال الحرب العالمية الأولى. وكانت الخطة تهدف لإيهام الطائرات الألمانية بأن منطقة بوتيمكين (التي بني فيها النموذج المزيف) هي المدينة الحقيقية، وبهذا تبقى «مدينة الأضواء» آمنة من القنابل. وقالت صحيفة الديلي تيليجراف إن المدينة المزيفة لم تقتصر على بضع قطع من الألواح الكرتونية التي تشبه المباني، بل كانت هناك أضواء كهربائية، ونسخ طبق الأصل من مباني العاصمة الفرنسية، بل وحتى نسخة من محطة قطارات «جير دو نورد» التي تنطلق منها الآن القطارات الفائقة السرعة إلى لندن. وكان العمل متقنا لدرجة أن الرسامين قاموا بالرسم للإيحاء بأن أسطح المنازل من زجاج حقيقي وتمت إنارة قطارات مزيفة وسكك حديدية أيضا وأقيم حي كامل مشابه لشارع شانزليزيه. وبدت الخطة معقولة بداية القرن العشرين قبل اختراع الرادار، وكانت طرق إطلاق القنابل الثقيلة المستخدمة من قبل السلاح الجوي الإمبراطوري الألماني بدائية جدا، وأوضحت التيليجراف «كان طاقم الطائرة يمسك بالقنابل ويلقيها من الطائرة على أي هدف يمكنهم رؤيته خلال تحليق الطائرات «. ومن حسن الحظ، فإن الخطة لم يتم اختبارها. وانتهت الحرب قبل الانتهاء من بناء المدينة المزيفة. ونجت كل من باريس الحقيقية و الزائفة دون أي ضرر هائل واختفى النموذج المزيف. وعاد الاهتمام بهذه الخطط التكتيكية بسبب ذكرى يوم المحاربين القدامى الذي وافق 11 نوفمبر وهو اليوم الذي أعلنت فيه القوى المتحاربة انتهاء «الحرب التي ستنهي كل الحروب» وهو الاسم الذي أطلق على الحرب العالمية الثانية واتضح أنه مخطئ تماما.