قلَّلَ قاسة عيسي المتحدث باسم جبهة التحرير الوطني من أهمية خطوة أحزاب المعارضة التي قررت مقاطعة جلسات البرلمان السبت المقبل. وانتقد عيسي في تصريح ل”الشرق” أحزاب المعارضة التي قررت إنشاء برلمان شعبي، وتساءل في معرض ردّه على بيان أصدرته المعارضة التي شكّلت “الجبهة السياسية لحماية الديمقراطية” إن كانت هذه الأحزاب ستحضر جلسة تنصيب النواب وإن كانت بالفعل ستتحكم فيهم” في إشارة إلى احتمال انقلاب نواب المعارضة على أحزابهم بعدما كشف ل”الشرق” أن حزبه الفائز تلقَّى 13 طلباً من نواب خارج كتلته طلبوا الالتحاق بحزب جبهة التحرير الوطني في البرلمان الجديد. وفي لهجة تحمل نبرات تهديد ووعيد قال عيسي: إن من يلجأ إلى الشارع هناك أساليب قانونية تردعه” في إشارة إلى استعمال قوات حفظ الأمن لمواجهة أي تحرّك في الشارع. وأعلنت أحزاب المعارضة الإثنين الماضي التي شكَّلت “الجبهة السياسية لحماية الديمقراطية” رفضها نتائج الانتخابات البرلمانية التي منحت الفوز لحزب جبهة التحرير الوطني ب221 مقعداً من أصل 462 مقعداً، والتجمّع الوطني الديمقراطي 67 مقعداً، كما رفضت التعامل مع الحكومة المنبثقة ومقاطعة أعمال البرلمان الجديد. وحمَّلت هذه الأحزاب في اجتماع لقادتها السلطة وعلى رأسها الرئيس عبد العزيز بوتفليقة “المسؤولية المباشرة على ما حصل من تلاعب بالانتخابات”، كما أعلنت الأحزاب “رفض نتائج هذه الانتخابات واعتبرتها مزورة وعدم الاعتراف بالبرلمان ولا بالحكومة المنبثقة عنه” ودعت إلى تشكيل حكومة وحدة وطنية تتولّى الإعداد لانتخابات جديدة. ومن أهم الأحزاب الموقِّعة على “أرضية العمل المشترك” الجبهة الوطنية الجزائرية (تسعة مقاعد) وجبهة العدالة والتنمية (سبعة مقاعد) وحزب الفجر الجديد (خمسة مقاعد) وجبهة التغيير (أربعة مقاعد)،في حين هناك ثمانية أحزاب ليس لها أي مقعد في البرلمان بينما تحوز الأحزاب السبعة المتبقية على 29 مقعداً من أصل 462 مقعداً في مجلس النواب، ولم تشارك في الاجتماع أهم أحزاب المعارضة وهي التحالف الإسلامي “تكتل الجزائر الخضراء” (47 مقعداً) وجبهة القوى الاشتراكية (21 مقعداً) وحزب العمال تروتسكي(17مقعداً). وأعلن حزب جبهة القوى الاشتراكية ضمنياً في وقت سابق عدم مشاركته في هذا التكتُّل الجديد على خلفية أنه حقق من خلال مشاركته في الانتخابات البرلمانية جزءاً من إستراتيجيته الرامية للحضور في المؤسسات المنتخبة وعلى رأسها البرلمان الذي سيتخذه الحزب المعروف بمعارضته للنظام منبراً للمعارضة، كما رفضت لويزة حنون زعيمة حزب العمال التروتسكي الانخراط في هذا المسعى بحكم أن الشعب صوَّت لصالح قوائم حزبها وطالبت حنون الرئيس بوتفليقة الخروج عن صمته للإدلاء بدلوه في الجدل الحاصل حول نتائج الانتخابات. الجزائر | مراد أحسن