شنت عضو لجنة التحكيم في مهرجان الفيلم السعودي، الذي تستضيفه الرياض حالياً، المخرجة هيفاء المنصور، هجوماً على مخرجي المنطقة الشرقية، بسبب ما وصفته بكمية الحزن غير المبررة التي تظهر في أفلامهم. وأوضحت أن جل الأفلام، التي قدمها المخرجون من الشرقية، تحمل نظرة سوداوية للحياة، وغارقة في الحزن والبكائيات. وشهد اليوم ال 11 (أمس الأول) من المهرجان، عرض ثمانية أفلام، خمسة منها من المنطقة الشرقية، وكانت نهاية جميعها حزينة، مما أثار امتعاض المنصور، وعضوي لجنة التحكيم الآخرين (الفنانين عبدالإله السناني وخالد الحربي). وطالبت المنصور مخرجي المنطقة خصوصاً، والمخرجين في المملكة عموماً، بالتوازن في الطرح، وعدم التركيز على الأحزان، وإخفاء الجانب الآخر المبهج في الحياة. وحفلت الحلقة بعدة أحداث، بدأت باعتراض ضيف الحلقة، محمد السحيمي، على عرض فيلم «الدبلوماسي»، للمخرج عاصم الحاج، حيث رفض تقييم الفيلم ومنحه صفر من مائة، موضحاً أن الفيلم أمريكي، وليس له علاقة بالسينما السعودية. واتفق أعضاء لجنة التحكيم مع السحيمي، وأشاروا إلى أن المخرج السعودي، الذي درس السينما في الولاياتالمتحدةالأمريكية، استفاد من فريق العمل الأمريكي الذي يعمل معه، مشددين على أن هوية المخرج وموهبته لم تظهر في الفيلم. وأشارت المنصور إلى أن المخرج يملك موهبة، لكنه قدم قصة تكررت في أفلام أمريكية. وطالب مدير المهرجان، المخرج ممدوح سالم، اللجنة بتخفيف حدة انتقادها، موضحاً أن «الشاب طموح ويملك موهبة ويحتاج لدعم ومساندة». وشهدت الحلقة، التي قدمها الفنان عبدالعزيز عبدالرحمن، عرض أفلام منوعة بين الروائي القصير والوثائقي، وكانت البداية مع فيلم «الدنيا دمية»، للمخرج بسام العوي، الذي وصفه السناني بأنه عمل صور على النظام القديم وكوادره تلفزيونية. ووجه الحربي رسالة للمخرج بأن الدنيا ليست «دمية» بل هي مليئة بالمشاعر والأحاسيس. وتفاوتت آراء أعضاء اللجنة وضيف الحلقة حيال الفيلم الوثائقي «نجران في سطور»، للمخرج بندر الدويسي. وشبهه السحيمي بنشرة أخبار، أشار السناني إلى أن الموسيقى التصويرية لم تكن منسجمة مع الفيلم. وشن أعضاء اللجنة هجوماً على فيلم «أرزاق»، للمخرج عبدالله الزين، حيث رأوا أنه لا يملك مقومات الفيلم، في التصوير والتمثيل والإضاءة والإخراج، ووصفوا فكرته ب «الساذجة». لكن الفيلم الروائي القصير «الرصاص»، للمخرج عبدالمحسن الحبابي، وجد إعجاباً عند أعضاء اللجنة رغم إبداء بعض الملاحظات مثل طريقة طرح العنف الأسري المبالغ فيها، ووجود بعض المشكلات في السيناريو. ولم يكن الفيلم الروائي القصير «سامع الكلام»، للمخرج جعفر الوباري، بأفضل حالاً من سابقيه، إذ رأى الحربي أن فكرته غير مقنعة، بينما اعتبرت المنصور الفيلم بأنه أقل تشاؤما من الأفلام الأخرى. وفضل السحيمي أن يعتمد المخرج على الصمت في بداية الفيلم بدلاً من وضع موسيقى غير ملائمة للسياق العام للشخصية الرئيسة، التي تعاني الإعاقة السمعية. واختلفت آراء اللجنة حول الفيلم الروائي القصير «الصلاة سعادة»، للمخرج رامي عاشور، فالسناني رأى أن الفيلم رائع فكرة وتنفيذاً، في حين وصفته المنصور بأنه مشروع «فيديو كليب»، وأشار الحربي إلى أنه عبارة عن إعلان، لكنه اعتبر أن المخرج موهوب ويمكنه تقديم الأفضل. واختتمت الحلقة مع الفيلم الوثائقي «رحلة قصيرة»، للمخرج ماهر الغانم، الذي وجد جدلاً بين أعضاء اللجنة، إذ شدد الحربي على أن فكرة فيلم جيدة، وعارضته المنصور، وأبدى السحيمي اعتراضه على بعض القضايا الفقهية، مثل الآذان في أذن المولود.