شهدت الحلقة الثالثة من مهرجان الفيلم السينمائي السعودي الذي تستضيفه الرياض من الفترة من 10 إلى 23 مايو، ويعرض على الهواء مباشرة على شاشة روتانا أفلام، مساء السبت، جدلاً وحالة انقسام بين أعضاء لجنة التحكيم حول مشاركة المرأة السعودية في السينما، ففي حين رأت المخرجة هيفاء المنصور أن أولى الأفلام التي عرضت وحمل اسم «30 سنة وأنت طيب» للمخرجة السعودية هوازن باداود جيد كتجربة، في وقت أبدى فيه عبدالإله السناني، وخالد الحربي، وضيف الحلقة المخرج ضيف الحارثي، ملاحظات عديدة على الفيلم، وأنه مليء بالعيوب، بدءاً من الإضاءة، مروراً بتحريك اللقطات والتمثيل، وانتهاء بالإخراج، ليتفاجأ الجميع وقت التصويت بأن أقل درجة حصل عليها الفيلم كان من قبل المخرجة هيفاء المنصور، التي دافعت عن تصرفها بأن الفيلم جيد كونه تجربة من بنات سعوديات، إلا أنه في الجانب المهني ضعيف. وأشارت المنصور إلى أن الفيلم يظهر سريالية المجتمع السعودي، من خلال إخفاء وجوه السيدات المشاركات في التمثيل، متسائلة: هل أرادت المخرجة من خلال طمس وجوه الممثلات، وعدم إظهارها، القول إنهن خائفات من المجتمع، أم إرسال رسالة بأن المرأة ممنوعة من المشاركة في الإخراج، والتمثيل السينمائي؟! لكنها أبدت إعجابها بالاستخدام الموسيقي وتوظيفه في الفيلم، حيث كانت الموسيقى في بداية الفيلم صاخبة لشوارع جدة مساء، لتنخفض في نهاية الفيلم مع تغير المشاعر من الفرح إلى الحزن. وشهدت الحلقة حصول الفيلم الروائي القصير»آيس كريم» للمخرج محمد علي باشا على أعلى درجة منذ بداية المهرجان حتى الآن، كما حقق فيلم «سعدية» 73 درجة من مائة، رغم بساطته ورمزية فكرته، ما دفع لجنة التحكيم للإشادة بالفيلم ومخرجه، لكن كانت نقطة ضعفه عدم وضوح بعض المشاهد بشكل جيد. وانتقدت لجنة التحكيم الفيلم الثالث الذي ينتمي إلى فئة الأفلام الروائية الطويلة، وامتد مدة ساعة وربع، وحمل اسم «المؤسسة» للمخرج فهمي فرحات، ويحكي عن قصة الاختلاط بين الرجال والنساء في مواقع العمل. وأشارت إلى أن ما عرض لا ينتمي إلى السينما، بل هو حلقة تلفزيونية مطولة، بتمثيل ضعيف، وإخراج أضعف، وإضاءة خافتة. ووصف عضو اللجنة عبدالإله السناني «المؤسسة» بأنه حلقة بايلوت لمسلسل تلفزيوني مطول فشل منتجه في الحصول على تعميد، فحوله إلى فيلم، وشارك به في المهرجان. وأكدت المنصور أن المخرج بالغ في الإطالة. وأبان الحربي أن الفيلم فكرته جيدة، لكن الأداء التمثيلي فيه مسرحي وتلفزيوني أكثر منه سينمائي. ودافع مدير المهرجان ممدوح سالم عن الأفلام المشاركة، مؤكداً ل»الشرق» أنه لو طبقت القواعد المهنية على الأفلام المختارة لما تبقى سوى عشرة من أصل مائة فيلم متقدم.