يدخل الجيش السوري الحر مرحلة جديدة من المواجهة مع نظام الأسد بعد إعلانه عن تنفيذ عملية يلزمها ترتيبات ومعلومات استخباراتية ومهنية عالية لاستهداف القادة العسكريين والأمنيين الذين يديرون العمليات العسكرية، وينفذون توجهات الرئيس في مواجهة الثورة السورية. وهذا يعني أنَّ الجيش الحر أصبحت لديه قدرة عالية رغم إمكانياته المحدودة مكنته من خرق مؤسسات الأجهزة الأمنية والعسكرية لنظام الأسد، ومنذ الآن أصبح الجيش الحر في مرحلة الهجوم بالفعل، في الوقت الذي سيصبح قادة الأجهزة الأمنية والضباط الذين يشرفون على عمليات القتل في سوريا في وضع صعب، وستضعف ثقة جنود وضباط جيش الأسد بقياداتهم التي طالما اعتقدوا أنها تاريخية وحكيمة، خاصة أنَّ المستهدفين كلهم عسكريون ولهم باع طويل في العمل الأمني ما عدا واحداً منهم. والمتتبع للوضع السوري يعرف تماماً أنَّ النظام منذ صمود بابا عمرو في وجه آلته العسكرية، بدأ يعتمد على وحدات النخبة والحرس الجمهوري بشكل كبير في عملياته العسكرية في مواجهة ثورة المدن السورية، لكن مقتل آصف شوكت وبعض زملائه سيكون له تأثير كبير على معنويات حتى ضباط وحدات النخبة التي طالما اعتقدت أنها تملك إمكانيات من الصعب اختراقها، وأنها الأقوى في صراع محسوم النتائج لصالحهم، وهذا ما يظهر في كثير من سلوكياتهم القتالية وإفراطهم في استخدام العنف.معارك دمشق أمس الأول ربما ستكون بداية التحول في الصراع من مرحلة الدفاع إلى مرحلة الهجوم على مراكز وشخصيات كبيرة في مؤسسات النظام الأمنية والعسكرية، وهذه مرحلة سيكون لها تأثير كبير على العسكريين حيث من المتوقع أن تتسارع أكثر وتيرة الانشقاق عن جيش الأسد، فيما سترتفع معنويات عناصر الجيش الحر وستزداد ثقتهم بأنفسهم، فنقل المعارك إلى داخل دمشق واستهداف قيادات بهذا المستوى يعني بدء العد العكسي لأفول نظام الأسد، وأنَّ قيادات أجهزة الأمن أصبح عليها منذ الآن الدفاع عن نفسها. اليوم أصبح النظام مهدداً أكثر من أي وقتٍ مضى، بعد أن فشل في مواجهة الثورة، واعتمد على الكذب وتزوير الحقائق منذ اندلاعها، كما فشل في المعالجة السياسية والأمنية والعسكرية، والآن يفشل في حماية خلية إدارة الأزمة التي شكلها لوأد الثورة، ليجد نظام الأسد نفسه مهدداً حتى بأعلى مستوى من قياداته، وليس فقط وحداته العسكرية التي بدأت في التداعي مع انشقاق أول ضباطها وعناصرها.