تصاعدت مخاوف الأزهر الشريف من تزايد المد الشيعي في مصر بعدما أثير خلال الأسابيع الماضية عن إقامة ما يسمى ب «الحسينيات» في القاهرة، فقرر شيخه أحمد الطيب جمع السلفيين والإخوان والصوفيين والأشراف بمقر المشيخة أمس ليعلن تصديه بكل قوة للمد الشيعي، محذرا من إقامة أي مساجد طائفية لمذهب مخصوص أو فئة بعينها تنعزل عن سائر الأمة وتشق الصف وتهدد الوحدة الروحية والاجتماعية لمصر وشعبها سواء سميت بالحسينيات أو غيرها. وأكد أحمد الطيب أن الأزهر الشريف ومن ورائه كل المسلمين من أهل السنة والجماعة يعلن أنه ليس فى حالة عداء مع أي دولة، إلا أنه يعلن أيضًا عن الرفض التام والقاطع لكل المحاولات التى تهدف إلى بناء دور عبادة لا تسمى باسم المسجد أو الجامع لتزرع الطائفية وثقافة كره أصحاب رسول الله والإساءة إليهم، وهو ما لا يرضاه جمهور المسلمين فى بلاد أهل السنة والجماعة وبخاصة في مصر بلد الأزهر الشريف الذي حافظ على عقيدة أهل السنة وحفظها من تحريف الغالين وانتحال المبطلين. كما طالب شيخ الأزهر المسلمين جميعا بتوحيد كلمتهم بعيدا عن أي شيء يفرق وحدتهم، موضحا أن المسجد هو عنوان الوحدة الجامعة، ولذلك أوجب الفقهاء فتح المساجد للمؤمنين كافة لتصح الصلاة فيها وتنعقد بها صلاة الجماعة. واتفق العلماء الذين يمثلون الإخوان المسلمين والسلفيين والصوفية، في ختام لقائهم بمشيخة الأزهر أمس، على ضرورة المواجهة الفكرية والثقافية والإعلامية لأي مد شيعي في مصر، وطالبوا مرشحي الرئاسة والرئيس الذي سينتخبه الشعب بمواجهة ذلك المد حفظاً لوحدة صف المسلمين. وأبدى ممثلو التيارات دعمهم الكامل لموقف الأزهر بالرفض التام والقاطع لكل مظاهر المد الشيعي في مصر ولأي إساءة إلى آل البيت أو تشكيك في آيات القرآن الكريم. يأتي هذا فى الوقت الذي تقدم فيه النائب المعيَّن بمجلس الشعب ياسر القاضي بطلب إحاطة لرئيس مجلس الوزراء ووزيري الداخلية والأوقاف يدعو فيه إلى اتخاذ الإجراءات اللازمة لوقف محاولات المد الشيعي في مصر، مستشهدا بزيارة رجل الدين الشيعي على الكوراني إلى مصر وعقده مؤتمرات فيها. كما اقترح النائب القاضى إنشاء هيئة علمية تتبع الأزهر الشريف لمواجهة خطر المد الشيعي.