أفصح الشاعر والأديب إبراهيم خفاجي عن العلاقة، التي تربطه مع الفنان محمد عبده، موضحاً أن علاقته به ليست مقتصرة على المجال الفني فقط بل لها جوانب أخرى إنسانية وشخصية. وقال خفاجي، في رده على مداخلة في «ملتقى الأحبة لأبناء مكة»، الذي أقيم مساء أمس الأول في مكةالمكرمة: «يذكر البعض أنني عراب محمد عبده، ولكني أقول إن «محمد» يعتبر الصوت الشجي النقي الشهير الذي من خلاله كتب الله لي الظهور»، مضيفاً «أن علاقته مع فنان العرب ليست حكراً على المستوى الفني فقط، ولكن هناك الكثير بيننا على الصعيد الإنساني والشخصي»، ولافتاً إلى أن عبده اتخذ منه الأب والمعلم والموجّه، ليجد ضالته من خلاله، وبالمقابل قدم عبده الغالي والنفيس له عرفاناً وامتناناً منه على ذلك. وحول مداخلة ذكر فيها الأديب حسن ناقور أن خفاجي يعيش فترة ابتعاد فني بسبب تقدمه في العمر، إضافة إلى انصراف أغلب الفنانين عن غناء مثل هذه الأعمال، التي تقدم الفنان بصورة حقيقية، رغم أن عبده يعد هو الوحيد الذي ما زال متواصلاً مع «الكبار» أمثال خفاجي وطارق عبدالحكيم وسراج عمر وغيرهم من «العمالقة» المبتعدين، وهذا ما جعل عبده حتى الآن فناناً يُحترم ويقدم فناً راقياً. ورد خفاجي بقوله: «تقدمت بالعمر، ولم أعد مثل قبل، وهذا سبب ابتعادي عن المجال الفني، ولكن هناك من يجسد الفن الأصيل بعبقه وجماله، وهو الفنان محمد عبده، الذي ما زال يتواصل معي ومع عدد من الفنانين المخضرمين». وأضاف «عندما كنت برفقة أسرتي في بيروت، أصبت بمرض مفاجئ أدى إلى توقف أطرافي السفلية عن الحركة، وعندما اشتد عليّ المرض طلبت من أبنائي وأسرتي نقلي إلى مكةالمكرمة لكي تكون وفاتي بها. حملني أبنائي على عربية متحركة، وبينما نحن في مطار بيروت إذا بالفنان محمد عبده قادم إلى بيروت، وعندما رآني صعق وصدم كثيراً، وقال لي: إنه سيتصل بشخصية بارزة لتأمين طائرة خاصة لنقلي إلى المملكة، وفعلاً اتصل، لكنني أصررت على أبنائي أن أذهب إلى المملكة في أول رحلة، أي تلك التي كنا حاجزين عليها وعندما رأى إصراري، عاد معنا في الطائرة. والله العظيم إنه لم يجلس على المقعد، وإنما كان جالساً عند قدمي حتى وصلنا إلى جدة، وكان في استقبالنا طاقم طبي وسيارة إسعاف قامت بنقلي إلى المستشفى، وهناك بقي بجواري فترة تقارب الأسبوع حتى أجريت العملية، وكان بشكل يومي معي، وعندها أصررت كثيراً على ضرورة مغادرته المستشفى والذهاب إلى مشاغله ومهام عمله المتعددة».