اكتفى شاعر الوطن إبراهيم خفاجي بكلمات قليلة في ليلة تكريم النادي الأدبي في مكةالمكرمة البارحة الأولى بمناسبة اليوم الوطني، حيث قال «شاخت حواسي وشاخ شعري بعد 86 عاما ولكن لم يشخ حب الوطن في قلبي ومازال فتياً»، لينثر بعدها قصيدة شعرية جديدة تغنى فيها بحب الوطن ومكةالمكرمة اعتلى مع إيقاعاتها تصفيق الأدباء والمثقفين الذين حضروا مناسبة تكريمه في قاعة الملك فهد في إدراة تعليم البنات في مكة، برعاية وزير التربية والتعليم الأمير فيصل بن عبدالله الذي اعتذر عن الحضور في اللحظات الأخيرة؛ لانشغاله، وسط حضور إعلامي وثقافي وفني كبير يتقدمهم فنان العرب محمد عبده، محمد حمزة، سامي إحسان، عبده مزيد، ياسين سمكري، طلال باغر، حسن إسكندراني، عبده خال، فريد مخلص، أحمد عائل فقيهي، عبدالله عبيان، سعيد غراب، منصور المالكي، ماجد سيف، بدر العباسي، عوض الشهري وآخرون، وقد حضر مدير جامعة أم القرى الدكتور بكري عساس والسيد علوي تونسي وجمع من رجالات مكةالمكرمة وأعيانها. وقد بدئ الحفل بآيات من الذكر الحكيم، تلاها نبذة مختصرة عن المحتفى به ومشواره التعليمي والغنائي قدمها مقدم الحفل الإعلامي عدنان صعيدي، أعقب ذلك مجس حجازي ترحيبي بالشاعر إبراهيم خفاجي، ثم ورقة عمل للأديب الناقد الدكتور سعيد السريحي المعنونة بشاعر الناس .. إبراهيم خفاجي ألقاها نيابة عنه مدير العلاقات في النادي نبيل خياط، ثم ندوة شارك فيها الفنان محمد عبده والإعلامي فريد مخلص وأدارها علي فقندش، حيث تحدث فنان العرب محمد عبده عن بداياته الفنية في الستينيات كمطرب وقصة توهجه مع المحتفى به الشاعر إبراهيم خفاجي، حيث قال كانت تلك البدايات في الستينيات الهجرية وقت أن كان عمالقة الفن السعودي طلال مداح وطارق عبدالحكيم يتربعون على قمة الفن السعودي وكنت كمبتدئ اخشى الظهور أمام أولئك العمالقة لولا أن هيأ الله لي هذه القامة الكبيرة إبراهيم خفاجي، فقد دفعني إلى الظهور من خلال نصوصه التي جازف بتقديمها للمبتدئ آنذاك محمد عبده ولو قدمها لأولئك العمالقة لكان رصيدا إضافيا في تاريخهم، وبعد أن توفر النص الشعري جاء البحث عن ملحن للعمل فكانت الدفعة الثانية حينما أعطاني هذا الشاعر الدعم مرة أخرى حينما قال «أنت مشروع ملحن قبل أن تكون مطربا وعندما كنا نقف لاختيار اللحن المناسب كان الخفاجي المرشد لنا للإمساك بنغم اللحن، وكان نغما وافق شيئا في نفسي جاء على شيلات أهل القرى لأني ابن قرية الدرب في تهامة عسير»، ساردا بعدها الكثير من المحطات المهمة التي جمعته بالشاعر الخفاجي، ثم جاءت مداخلة الإذاعي فريد مخلص والتي تحدث فيها عن ذكرياته أيام الصبا والصداقة التي تجمع والده الشاعر المرحوم محمد مخلص بالشاعر إبراهيم الخفاجي وكيف أثر فيه ودفعه نحو حب كرة القدم، ثم سرد قصة برنامجه الإذاعي (دقائق مع فريد مخلص وإبراهيم خفاجي) الذي تم بثه في رمضان الماضي وحقق الجائزة الأولى في البرامج الإذاعية في الدورة الرمضانية السابقة. عقب ذلك بدأت مداخلات عدد من الفنانين والمثقفين كان أبرزها مداخلة الكاتب عبده خال الذي دعا إلى تجاوز حفلات التكريم في الجانب الشكلي الذي ينتهي في حينه. في حين تحدث الكابتن سعيد غراب عن أبرز ما تختزنه ذاكرته أيام الهنداوية في الحارة التي ترعرع بها مع الفنان محمد عبده، مشيرا إلى العلاقة التي تربط الفن بالرياضة. وقدم منصور منسي المالكي قصيدة احتفائية، وخطف الإعلامي الشاب عمار بوقس الذي مثل ذوي الاحتياجات الخاصة الأنظار بكلمته المرتجلة وأثر في الحاضرين عندما ختم الكلمة بقراءة النشيد الوطني. وبين رئيس مجلس إدارة النادي الدكتور سهيل بن حسن قاضي في كلمته أن هذه مناسبة لتكريم رمز من رموز الوطن لشاعر مكي توج جهوده الأدبية بكتابته للنشيد الوطني، مشيرا إلى أن النادي قد دأب على تكريم المبدعين من أبناء مكةالمكرمة كان آخرهم الإعلامي عباس فائق غزاوي، وعدد من الإعلاميين والمؤرخين، مضيفا «بما أن المحتفى به رمز من رموز الوطن وكاتب لنشيده فإنه من المناسب أن تكون احتفائية تكريمه والوطن يحتفي بيومه الوطني ال 80»، فيما قال عضو مجلس إدارة النادي الدكتور حامد الربيعي «إن تكريم الخفاحي هو تكريم للثقافة والأدب ومسيرة حافلة من الإنجازات المتوالية والنجاحات المتعددة التي حققها وليس بغريب أن تكون الاحتفائية بحجم إنجازات المحتفى به وليس بخاف على الوسط الأدبي والثقافي والفني إبداعات إبراهيم خفاجي التي امتدت لتصل حدود الوطن العربي على ألسنة الفنانين ومحبي شعره». فيما أشار أمين عام مجلس الإدارة الدكتور محمد بن مريسي الحارثي إلى أن تكريم المنتجين الفاعلين في الساحة الثقافية والإبداعية في مجال من مجالات الفن وهم رموز من رموز هذا الوطن الذي يستحق التكريم، والمحتفى به في هذه الليلة شاعر الغناء إبراهيم خفاجي من الذين حملوا الكلمة الفنية الإبداعية المؤثرة الجميلة المغناة، والشعر العربي هو شعر غنائي وإذا لم يغن الشعر لم تحس له ذلك المزاج الذي يتغلغل إلى النفوس وإلى الوجدان وإلى ما يمكن أن يؤثر في سلوك الناس، ولم تخل المناسبة من حضور المداخلات النسائية التي امتدحت المناسبة مبدية اعتزارها بابن مكة الشاعر المخضرم الخفاجي. بعد الندوة جاء دور المحتفى به الشاعر إبراهيم خفاجي فألقى كلمة مقتضبة بهذه المناسبة قدم فيها أولا التهنئة للقيادة الرشيدة بمناسبة اليوم الوطني، وقال: «إن هذه المناسبة الوطنية هي مناسبة غالية نستلهم فيها جميعا قيمة الوطن وفضله علينا كأبناء لهذا الوطن وما يتبع ذلك من قيم الولاء والانتماء»، كما قدم خفاجي شكره وتقديره لوزير التربية والتعليم على رعايته لحفل تكريمه هذا، وقال: «إن هذه وقفة نبيلة من سموه، وكنا نتمنى حضوره لولا ظروفه الخاصة». وفي ذات الوقت قدم الشاعر إبراهيم خفاجي بكثير من الامتنان والتقدير لنادي مكة الثقافي برئاسة رئيسه الدكتور سهيل قاضي وزملائه الكرام في إدارة النادي على البادرة الطيبة منهم والتي تأتي في سياق خطوات نادي مكة الثقافي في تكريم الأدباء والمثقفين، ثم ألقى قصيدة بهذه المناسبة، وقد قدم لها بقوله: رغم تقدم السن بي إلا أنني أحببت أن أبادلكم هذه المشاعر ووقفة الوفاء بهذه القصيدة. وفاجأ الفنان محمد عبده الجميع بإلقاء مجس حجازي جميل من كلمات أغنيته الشهيرة التي كتبها الخفاجي «كوكب الأرض» تفاعل معه جميع الحضور، ليكرم الشاعر إبراهيم الخفاجي من قبل نادي مكة، وقدم صاحب السمو الأمير فيصل بن عبدالله وزير التربية والتعليم درعا تكريمية، إلى جانب مبلغ مالي، فيما قدم داعم حفل تكريم الشاعر إبراهيم الخفاجي السيد علوي التونسي تكريما خاصا شمل درعا تذكارية، وكذلك شارك نادي الهلال في تكريم المحتفى ممثلا في عضو شرف نادي الهلال حسن ناقور، ونادي الوحدة ممثلا في عضو مجلس الإدارة العمدة محمود بيطار الذي قدم أيضا تكريما لفنان العربي محمد عبده، كما قدم كبير مذيعي إذاعة البرنامج الثاني في جدة فريد مخلص سيفا مذهبا، وقدمت فرقة ليالينا للفنون المسرحية هدية تكريمية وتوالت التكريمات من جهات عدة مختلفة.