طالب مدير مهرجان الفيلم السعودي ممدوح سالم المخرجين السعوديين باختيار موسيقى تصويرية لأفلامهم من البيئة المحلية، منتقداً قيام بعض المخرجين بالاستعانة بمقاطع موسيقية عالمية، وهو أمر يجعلهم في حرج، كونهم سيكونون ملاحقين قانونياً من ناحية خرق حقوق الملكية الفكرية. وأبان ممدوح في حديثه ل»الشرق» أن هناك صفتين لابد أن يمتلكهما المخرج، الأولى هي الخيال الخصب ليتمكن من تقديم رؤية واضحة للفيلم. وأضاف «أما الأمر الثاني أن يمتلك حساً موسيقياً وإيقاعاً حيوياً ليتمكن من خلق إيقاع متوازن للفيلم». وتنوعت الأفلام التي عرضت في اليوم التاسع لفعاليات مهرجان الفيلم السعودي التي تستضيفه العاصمة الرياض ويستمر حتى يوم 24 مايو، كماً ونوعاً، إذ عرضت ثمانية أفلام منوعة، وكانت الغلبة فيها للأفلام الروائية القصيرة بستة أفلام، وفيلم وثائقي، وفيلم رسوم متحركة. وكانت بداية الحلقة مع فيلم بوليسي حمل اسم «دانجر» للمخرج عبدالمحسن الحبابي، واختلفت لجنة التحكيم حيال الفيلم، فالفنان عبدالإله السناني رأى أن الفيلم جيد، لكنه أشار إلى أن الإيماءات التي استخدمها غير مناسبة، في حين أبدت المخرجة هيفاء المنصور إعجابها الكبير بمدخل الفيلم والإضاءة المستخدمة، وأماكن التصوير، غير أن دخوله في قصة الرعب كانت عاملاً سلبياً على الفيلم، وليس إيجابياً، وتساءلت المنصور: لماذا يركز المخرجون على اقتباس الأفكار الغربية، والبعد عن واقعنا ومحيطنا؟! وأبان الفنان خالد الحربي أن الفيلم لم يحمل فكرة واضحة، مشيرة إلى أن لغته كانت بسيطة جداً، مطالباً بلغة أكثر عمقاً، مبدياً ملاحظاته على مشكلات في الإخراج، متسائلاً عن سبب اختيار المخرج لاسم غير عربي للفيلم؟! أما ضيف الحلقة، نائب رئيس تحرير جريدة «الاقتصادية»، ورئيس الجمعية السعودية للكاريكاتير والرسوم المتحركة، عبدالله صايل، فاعترف بأنه لا يمكن أن يقيم الفيلم، لأنه ليس من اختصاصه، ولكنه رأى بأنه جميل ومقنع. واتفق أعضاء لجنة التحكيم على ضعف الفيلم الروائي القصير «حلمي الوحيد» للمخرج تريك قاسم مجلي، وأشار الحربي إلى أنه لم يفهم المغزى من الفيلم، وهل كان حلم الشاب الوظيفة، أم الشفاء من الإعاقة. وانتقدت المنصور الطرح في الفيلم، الذي يجعل المشاهد يشفق على بطل الفيلم، وأكد السناني أن الفيلم ذو طرح مباشر، وهو ما أضعفه، مشيراً إلى أن الأغنية التي استخدمت في الفيلم غير ملائمة له على الإطلاق. ورأى صايل أن أداء الممثلين كان ضعيفاً جداً، مبدياً اعتراضه على التركيز على الإعاقة الحركية، وإهمال الأنواع الأخرى من الإعاقات. ووصف صايل الفيلم الوثائقي «أرض الفرص» للمخرج عبداللطيف العتيبي بأنه تقرير إخباري، ولا يصلح أن يكون فيلماً وثائقياً، بيد أن مدير المهرجان المخرج ممدوح سالم رأى أن موضوع الفيلم كان جميلاً جداً، واستدرك «لكنني أتمنى أن يتناول المخرج شخصيات واقعية». وامتدحت لجنة التحكيم الفيلم الروائي القصير «الذرم» للمخرج أنس ضيف الله حكمي، ورأى الحربي أن الفكرة عبقرية، لكن صاحبته مبالغة واضحة في عرضها. وأشار السناني إلى أن الفيلم طرح فكرة الإرث، مشيداً بالكوادر المستخدمة والفكرة، وصادق المخرج ممدوح سالم على كلام لجنة التحكيم، في حين أبدى ملاحظة مهمة حول الممثلين، فرأى أن المخرج كان يتعين عليه أن يستعين بممثلين أكبر سناً في أحد المشاهد. ووجدت لجنة التحكيم أن الفيلم الروائي القصير «يوم الطلاق» للمخرج إيهاب ممدوح أحمد ناقش موضوع الطلاق، وهو موضوع مكرور، وكانت العلامة الفارقة الوحيدة في الفيلم أداء الطفلة الجميل. وأشادوا بالمخرج توفيق الزايدي، بعد رؤيتهم لفيلمه الروائي القصير «خروج»، وشدد الحربي على أن التجربة السابقة للمخرج كانت أفضل، وأن النص احتوى على بعض الجزئيات غير المفهومة. ورأى السناني أن فكرة الفيلم جميلة، مقدماً شكره لإدارة المهرجان على تعريفهم بشباب موهوبين ورائعين. وبعد عرض فيلم الرسوم المتحركة «التاجر الصدوق» للمخرج أيمن فودة، كان مسك ختام مع الفيلم الروائي «صورة» للمخرج فيصل الحربي. وتباينت آراء لجنة التحكيم حول الفيلم، فالمنصور أبدت إعجابها بمدخل الفيلم، لكن فكرته لم تصلها، وهو ما صادق عليه السناني وصايل، اللذين أشارا إلى أن المخرج كان يحتاج لوقت أكبر لإيصال فكرته. يشار إلى المهرجان يبث يومياً على الهواء مباشرة على شاشة قناة روتانا أفلام، من الثامنة إلى الحادية عشرة مساء، وهو من تقديم نجم ستار أكاديمي الفنان عبدالعزيز عبدالرحمن. ممدوح سالم