كشفت مصادر في شركة أرامكو السعودية أن الشركة رصدت 25 مليار دولار لمشروع ضخم يهدف إلى تطوير حقول نفطية في البحر الأحمر، وتوقعت المصادر أن تبدأ أرامكو بحفر أول بئر استكشافية بالمياه العميقة بالبحر الأحمر مع نهاية العام الجاري. وأوضحت المصادر، أن المشروع أعطى مؤشرات إيجابية جداً من خلال تقديرات تشير إلى أن إحتياطات النفط المؤكدة في حقول البحر الأحمر تعادل مائة مليار برميل على الأقل، وقالت «نحن متفائلون بشكل كبير باحتمالية وجود احتياطات ضخمة جدا». وأشارت المصادر إلى أن الحفر بالمياه العميقة والضحلة جزء من هدف أرامكو طويل المدى لاستكشاف مائة مليار برميل على الأقل من مصادر الطاقة في السعودية خلال العقود القادمة، وبينت أن تصميم برنامج الاستكشاف للتأكيد على قدرة السعودية على توفير طاقة إضافية احتياطية لمقابلة احتياجات الطلب العالمي. وبينت المصادر أن المشروع يُعد من أضخم المشروعات الاستكشافية والتنقيبية التابعة لأرامكو السعودية، مع الإشارة إلى أن أرامكو كانت قد شرعت في الدراسات والمسوحات الزلزالية والجيوفيزيائية في البحر الأحمر منذ عام 2009، ورجحت المصادر أن تكون منطقة ضبا في محافظة تبوك حسب مخطط المشروع مقراً لإنشاء المرافق البرية اللازمة لمعالجة نفط البحر الأحمر. وكانت شركة النفط الحكومية، قد قالت إنها ستبدأ عمليات التنقيب والحفر في المياه العميقة في البحر الأحمر، حيث تبحث الشركة عن موارد جديدة للغاز الطبيعي غير المصاحب للنفط على الأراضي السعودية. ولم يكن البحر الأحمر منطقة مستهدفة لعمليات التنقيب عن النفط أو حتى الغاز بالنسبة للشركة، ولكن الزيادة السكانية الهائلة على الساحل الغربي للمملكة، إضافة إلى بحث الشركة عن موارد جديدة لمواكبة الطلب المستقبلي دفعاها إلى اقتحام البحر الأحمر. وقامت الشركة بإرساء عقود استكشاف في البحر الأحمر على شركات بريطانية ونرويجية، حيث من المفترض أن تكون الشركات انتهت من عملية التصوير الجيوفيزيائية والمسح السيزمي لأعماق البحر الأحمر. وتعتبر الخطوة التي تعتزم أرامكو اتخاذها تقدماً كبيراً لعملاق النفط السعودي، على صعيد إنتاج الغاز الطبيعي من مصادر غير تقليدية، حيث يتركز كل إنتاج الشركة من الغاز المصاحب للنفط من مصادر تقليدية على الساحل الشرقي للبلاد. وقال الرئيس التنفيذي لأرامكو السعودية خالد الفالح في وقت سابق أن التنقيب عن الغاز في البحر الأحمر سيكون أحد أهم مشروعات الاستكشاف للشركة نظراً لأن غالبية الطلب المحلي على الطاقة في المملكة يحدث في المنطقة الغربية، مضيفاً أنه في حالة اكتشاف مصادر غاز كافية هناك فإن هذا سيساعد كثيراً في التقليل من حرق النفط الخام لإنتاج الكهرباء وتحلية المياه في محطات الساحل الغربي، ومحطات التحلية وإنتاج الكهرباء على الساحل الغربي هي أكثر منها على الساحل الغربي.