أبدى نائب أمير المنطقة الشرقية صاحب السمو الأمير جلوي بن عبدالعزيز سعادته بالعقول والسواعد الشابة والخبرات التي كرمت والتي تعمل في تليفزيون الدمام، مؤكدا أن المكرمين يستحقون ذلك لقاء الأمانة والخدمة التي حملوها على عواتقهم طيلة السنين الماضية، مشيدا بمصداقية النقل والتقنيات العالية، التي بُنيت على تعاليم الإسلام، مؤكدا في رسالته للإعلام السعودي بالفخر كونه مبنيا على المواطنة، مقدما شكره للجميع. جاء ذلك خلال حفل تكريم رواد الإعلام بالمنطقة الشرقية في مجمع تليفزيون الدمام أمس الإثنين. وحين وصول الأمير قام بجولة تفقدية لمبنى التليفزيون اطلع خلالها على قسم القناة الرياضية والاستديوهات، بعد ذلك توجه بصحبة مدير مجمع التليفزيون سعيد اليامي، والوفد المرافق قاعة الاحتفالات الخارجية التي شهدت حضورا لافتا للإعلاميين المخضرمين. بعد ذلك ألقى اليامي كلمة منسوبي المحطة، التي عرج فيها على وضوح الأهداف التي رسمتها وزارة الثقافة والإعلام للتليفزيون على وجه الخصوص، مؤكدا أن التكريم جاء وفاء وتقديرا لأكثر من 180 أعلاميا في المنطقة الشرقية يخدمون الوطن من كل مكان، وكانت نواتهم الأولى تليفزيون الدمام. وقدم اليامي شكره لرعاية الأمير جلوي الحفل كما قدم شكره للداعمين والمشاركين والضيوف على تلبية الدعوة، موضحا أن حفل تكريم رواد الإعلام جاء من منطلق الوفاء لشخصيات إعلامية كان لها دور بارز في المشهد الإعلامي وعرفانا منا لهم بما قدموا من عمل طبع في ذاكرة المشاهد والقارئ، مشيرا إلى أن التكريم اشتمل على عدد من موظفي محطة تليفزيون الدمام قديما وعدد من الإعلاميين المتخصصين والشخصيات العامة ذات المشاركات الفاعلة، الذين قدموا بشكل أو بآخر إضافة نوعية للمادة الخبرية والمرئية والمسموعة وهم مديرو المحطة السابقون وموظفوها ورؤساء الأندية الأدبية وجمعيات الثقافة والفنون وفريق عمل قافلة الزيت بأرامكو السعودية، ثم عرض المنظمون فيلما وثائقيا يحكي تجربة تليفزيون الدمام منذ تأسيسه حتى اليوم ثم قدمت فرقة تليفزيون الدمام بقيادة المايسترو محمد البادي أوبريتا وطنيا من قبل أربعين طفلا في لوحة فنية شهدت إعجاب الحضور، ثم تلاها كلمة المكرمين للمدير السابق للمحطة محمد طحلاوي، التي قال فيها “بدايةً.. أشعر بكثير من الفخر والإعتزاز، وكذلك الشكر والتقدير، لهذه المبادرة الكريمة، التي تُعبر عن تقدير الوطن العزيز لأبنائه وبناته المنجزين، فالشكر في هذه، مني شخصياً، لجميع القائمين على هذه المبادرة عموماً، وعلى وجه الخصوص، لصاحب السمو الأمير جلوي بن عبدالعزيز بن مساعد، على تشريفه هذه المناسبة برعايته وحضوره، ولعلها مناسبة طيبة نتذكر فيها من ساهموا بجهدهم، ووقتهم، ومالهم، وفكرهم، وتطلعاتهم المستقبلية، في وضع اللبنات الأولى للإعلام في المنطقة الشرقية، هؤلاء كثيرون، بلا شك، لأن المنطقة الشرقية رائدةٌ في مجالين، على الأقل، من مجالات الإعلام، أولهما التليفزيون والعلاقات العامة، كما أن مساهماته في مجالات الإذاعة والصحافة، ومؤخراً في الإعلام الإلكتروني، متميزة وعريقة عراقة العمل الإعلامي السعودي، ولأنه بالإضافة إلى أبناء المنطقة الشرقية، كان كثيرٌ ممن ساهموا في الريادة الإعلامية في المنطقة الشرقية لم يكونوا مِن مَن وفدوا إليها من مناطق أخرى من بلادنا الحبيبة، وفي هذا تجسيد للحلم السعودي الذي أطلق شرارته الأولى الوالد القائد جلالة الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود – رحمه الله – وتبناه من بعده أبناؤه الكرام؛ الحلم الذي كان يصور جميع أبناء المملكة إخوة متحابين، يسعون إلى النجاح والتميز أينما كانوا في هذه البلاد المباركة. وأضاف “ولعل هذه المناسبة المباركة، أيضاً، تستحثنا للنظر في واقع الإعلام السعودي، وكيف يمكننا، نحن ومن سيأتون بعدنا، أن ننطلق به إلى المستويات والأبعاد التي يستحقها، وتستحقها بلادنا العزيزة”. وقال “إنني أشعر، بكل صدق وأمانة، أن في إدراج اسمي مع الرواد في مجال الإعلام في المنطقة الشرقية، مبالغة كبيرة لا أستحقها، فقد كنت، ومازلت أعتقد أنني مجرد تلميذ، أتاح الله – جل وعلا – له فرصة تلقي العلم والخبرة، في مجال الإعلام والعلاقات العامة، على أيدي جهابذة وأساتذة كبار، بعضهم يُكرم اليوم ضمن الرواد. هؤلاء هم من أرى أنهم الرواد فعلاً، أما أنا فلا أزال أبحث عن موقع لي بين المتميزين، وأرى أن الطريق ما تزال أمامي طويلةً، ولهذا، فإنني لا أملك إلا تقديم الشكر إلى كل أساتذتي وروادي، وأسأل الله الرحمة لمن توفي منهم، والعمر المديد لمن نسعد بوجودهم معنا. بعد ذلك أعلن عريف الحفل محمد الحمادي والمذيعه الشابة ناهد الأحمد استئذان الأمير جلوي لتقديم التكريم للضيوف، وبدأ التكريم بمديري التليفزيون السابقين ومجموعة من الشخصيات العامة ورؤساء الأندية الأدبية وجمعية الثقافة والفنون والممثلين والفنانين والمذيعين. مقتطفات من الحفل * حفل التكريم جاء بمبادرة من مجمع تليفزيون الدمام. * الحفل قُرأ بنحو 350 قراءة من قبل الحضور، وكل منهم كانت له قراءة خاصة. * الود والمحبة والعرفان والوفاء، وغيرها من المعاني الحميدة، طغت على الحفل. * أحد المكرمين، ممن بلغوا من الكبر عتياً، بعد سنوات من العطاء على شاشة التليفزيون السعودي، أسرّ لبعض زملائه أثناء الحفل: “إنها المرة الأولى التي أكرم فيها”، بل إنه تندر قائلاً: “كنت أنتظر الرحيل من الدنيا، ولم أنتظر يوماً التكريم ليأسي”. * اشتمل الحفل على تكريم شريحة واسعة من الإعلاميين، دون استثناء من يعملون خلف الكواليس، مثل العاملين في الديكور والإضاءة، الذين اصطفوا بجانب إعلاميين كبار مثل عبدالله صالح جمعة، الذي عمل يوماً ما مترجما للغة الإنجليزية في تليفزيون الدمام، وانتهى به المطاف مهنياً برئاسة واحدة من كبريات شركات النفط في العالم (أرامكو السعودية). * الحضور من فنانين ومذيعين وصحافيين ونقاد وكتاب وغيرهم، لاحظوا تواضع راعي الحفل الأمير جلوي بن عبدالعزيز بن مساعد مع المكرمين، ولاحظوا لفتته، حين سند بكتفه الأيمن، أحد المكرمين غير الأصحاء جسدياً. * كثير من الإعلاميين القدامى الممارسين للمهنة، شهدوا بمؤازرة الأمير جلوي بن عبدالعزيز للإعلام والإعلاميين، مثمنين له رعايته الحفل، الذي أطلقوا عليه “ليلة الوفاء والعرفان”. تكريم الدكتور سامي الجمعان