مع عتبي على من يتدبّر الكلمات ليجتزئ منها أجزاء يوظّفها سلباً، نابذاً بذلك كلّ أوجه متع الدّنيا؛ فإني أعتب أيضاً على الباحث عمّا يوافقه من إيجابياتٍ ويغضّ الطرف عمَّا يُحدِث من تشويهات! إن أكّدوا عليك أن تتأمّل آخِر كلمتي الدِّرهم والدينار لتخرج بالآتي: دِر (هم) و دِي (نار) = همٌّ ونار! فقُل لهم: وماذا عن الريال؟ لمَ لا يكون فيه رِيّ (آل) أي نفقة العيال وهو امتداحٌ لمن يوظف المال ابتغاء رحمة المُتعال! وبعد أن أخذتَ أواخر الكلمات (هم) و(نار)، لِمَ لا تتدّبر معي أوائلها (دِر) و(دِي) ومجموعها (دِر دِي) أي أدِرها و(دي) عائدةٌ على الدّرهم والدينار – طبعاً – لا على الهمّ والنّار، وهو توجيهٌ لك بأن تُدير أموالك فيما يرضي الله لتنجُ من الهمّ (الدَّين) ومن النّار! وما دُمنا في ثقافة الاجتزاء، إليكم ما حدث مع مقال الخميس الماضي: «أحفظُ القرآن كاملا .. وللّه الحمد» والذي شُوّه في صحيفة «سبق» الإلكترونية باختصاره وتغييب مضمونه وفكرته (http://sabq.org/8shfde)، فذِكرُهُم أني أُفاخِر بحفظ القرآن لم أُشر إليه لا من قريب ولا من بعيد، فالجُملة «عنوان المقال» لا تحكي شيئا عن الكاتب؛ وإنما يُردّدها الطُّلاب على مسامع المتابعين، ولا ندري هل تنطبق فِعلا على كلّ طالب؟ إذا افترضنا ألاّ طلابَ يخرجون في الإذاعة وقد لُقّنوا مقطعاً واحداً وكرّروه ومن ثمّ أذاعوه! وهو افتراض لم تذكُره «سبق» بعد أن غيّبوا الفكرة، واختاروا منها ما شاؤوا! قالوا: «دعايةٌ أتتك بالمجّان» قلتُ: أنا في غنىً عنها، لا سيّما أنَّ الخبر دُمِج مع خُبير تعيين فضيلة الشيخ السديس رئيساً لشؤون الحرمين؛ وهو ما أكل الدّعاية كما تزعُمون! وإن سألتَ -عزيزي القارئ- عن علاقة الدّرهم والدينار والريال باجتزاء المقال؛ فاسأل محرّر الصحيفة: ما الرّابط بين خبر تعيين السديس رئيساً، وخبر كاتبٍ ينتقد أوضاع التحفيظ؟!