صدرت باكورة أعمال الروائي محمد العرفج رواية «الدور الأعلى» عن دار الغاوون للنشر والتوزيع البيروتية، وهي رواية سياسية من المدرسة الواقعية كتبت بلغة ذاتية وقعت مشاهدها في مدن صنعاء، وعدن، والرياض. وتدور أحداث الرواية حول مشاعر البطل «سعود الخير الله»، الذي يجسد صورة المثقف العربي الذي ينتمي للطبقة الكادحة ليواجه صدمات البطالة، وكذلك الفساد الإداري والمالي والجهل المركب من قبل الطبقة الأرستقراطية المتمثلة في شخوص الرواية، وهم رئيس المبنى وبطانته، مثل «مشاور الدايم، ومرعي الكبير، وعلاقة سعود الخير الله بعدة شخصيات من الطبقتين، في إطار يجمع بين دلالات سياسية وثقافية يدركها المثقف النخبوي بجانب تثقيف القارئ البسيط من خلال طرح تأملات البطل في الأحداث التي عاشها في كل المدن، لاسيما مدينة عدن التي تعني كثيراً لبطل الرواية من جهة الأحداث التاريخية والمذابح التي شهدتها هذه المدينة. وتقع الرواية في 128 صفحة من القطع المتوسط. ووصف العرفج تجربته في «الدور الأعلى» بأنها رائعة، وأنها كانت الملاذ الأخير، حيث إن الرواية هي الملاذ الأخير بعد تجربة طويلة في الكتابة. أما عن أصدائها، فهناك من صرح برأيه، مثل الروائي صلاح القرشي الذي طلب من النقاد أن يلتفتوا إليها التفاتاً يليق بها، وهناك من تحاشى الحديث فيها، لأنه لا يعرف مدرستها، وأنها تمثل نوعاً جديداً من التجريب في الرواية السعودية، وهناك من جعل فيها شيئاً من الضعف، لأنه لا يعرف سوى نوع واحد من الروايات التقليدية، ولم يسمع بالرواية البحثية، وهناك من خشي الحديث فيها لأنها تتحدث عن موضوع شديد الحساسية، وهو الفساد لدينا، حيث إنها خرجت قبل أن تكون هناك هيئة لمكافحة الفساد. واختتم حديثه بأنه يعمل حالياً على تجهيز ثلاثة دواوين شعرية للطباعة قريباً، بالإضافة إلى مجموعتين قصصيتين، وروايات لم ينته من فصولها.