قال المحاضر بجامعة الجوف محمد اللويش "إن السرد في الرواية يجب أن يقوم على لغة فصحى بعكس الحوار في النص الذي دائما يأتي من خلال السرد وغالبا ما تكون لغة الحوار عامية، مشيرا إلى أن اتجاهات الرواية متعددة تشمل: التقليدي، والتجديدي، والتجريبي. جاء ذلك في اليوم الثاني لدورة فن كتابة القصة والرواية التي ينظمها النادي الأدبي بالجوف وانطلقت السبت المنصرم. وبين اللويش أن الاتجاه التقليدي يقوم على السرد التتابعي للأحداث بتسلسل زمني للأحداث المرتبطة مكتملة البناء للشخصية بأبعادها الجسمية والنفسية والاجتماعية، والتعامل معها ككائن حي له وجود فعلي، وتعنى بالمكان من جهة وصفه ورسم ملامح معالمه بوضوح وبشكل يكون موازيا للواقع، بلغة واضحة قادرة على تحقيق الوضوح والواقعية للمتلقي في حين نجد الاتجاه التجديدي يعمد إلى كسر قوانين البنية التقليدية الصارمة للرواية، وخلخلة بنائها المنظم، مع الحفاظ على العناصر الرئيسية للرواية التي تشمل الأحداث والشخصيات، والزمان، والمكان، واللغة، إلا أنها غيرت طريقة التعامل معها لنجد الرواية متداخلة الأزمنة، متعددة الرواة، مكثفة اللغة، الأمر الذي يتطلب أن يكون المتلقي يقظا لتفكيك اشتباك النص، ويملأ فراغاته، ويعيد ترتيبه، مشاركا بذلك في إنتاجه. وأضاف اللويش أن الاتجاه التجريبي ينطلق بمغامرة إبداعية تسعى للخروج على القواعد المقررة، وهكذا تغدو الرواية تجريبا متصلا, وبحثا دائبا عن أشكال جديدة خارجة عن الشكل الروائي المألوف والتيار التجريبي يسيطر عليه الغموض والتشظية للشكل من خلال البحث عن اللاوعي المتعالي باستخدام أساليب المسخ والتشويه والتحويل عبر لغة تجريدية تحاول أن تقدم عالما أسطوريا في النص . واستعراض اللويش خلال الدورة نماذج لعدد من أعمال الروائيين المبدعين تناول خلالها روايات سعودية حديثة صدرت هذا العام 2010 تم خلالها تطبيق الجانب النظري للرواية على هذه الروايات، حيث اعتبر مقدم الدورة اللويش عدم وجود تناسب في أجزاء من نص رواية "ترمي بشرر" للروائي عبده خال وذلك من جهة الربط باللغة بشكل غير مقنع للمتلقي للرواية وحدد ذلك بعدم التساوي بين المستوى الثقافي والفكري للبطل في الرواية ومحاكاته في النص؛ لأن عبده خال صوّر البطل في روايته على أنه إنسان عادي من الطبقة الكادحة لا يحمل إلا الشهادة المتوسطة، الأمر الذي يجعل المتلقي يتصور حال البطل أنه غير مثقف ومتعلم، ثم يجد القارئ مع تتابع الأحداث في الرواية أن هذا البطل ومن خلال تتابع الأحداث في نص الرواية يتحدث في أمور نخبوية، مؤكدا أن ذلك لم يؤثر إطلاقا على جمالية النص في رواية "ترمي بشرر" التي جاءت متميزة لأنها حملت مقومات الرواية الناجحة، مما جعلها تستحق الفوز بجائزة "البوكر" لهذا العام. واعتبر اللويش أن لغة الحوار في رواية "رقصة أم الغيث" لعبدالرحمن العكيمي كانت من النوع الفصيح المتقن، لكنها لم تكن مناسبة للحياة البدائية التي تتحدث عنها الرواية، كما أن الكاتب استخدم قفزات زمنية في سرد الأحداث وربطها بالزمان والمكان، ووظف الكثير من البنيات المتعددة للوجود والفلسفة الوجودية لارتباط الإنسان بالحياة بشكل أسطوري للمتلقي ومع هذا نجد أن "أم الغيث" حكاية شعبية متوارثة يعرفها الإنسان البسيط في المنطقة الشمالية.