استبعد وزير الدفاع الإسرائيلي ايهود باراك في مقابلة خاصة مع الإذاعة العامة أمس الخميس شن أي هجوم على المنشآت النووية الإيرانية “في الوقت الحالي” بدون استبعاد الخيار العسكري في المستقبل. وقال باراك “لا ننوي أن نتحرك الآن... لا يجب شن حرب عندما لا يكون الأمر ضروريا، لكننا مضطرون للتعامل مع الاختبارات من وقت لأخر”. وأضاف أن “موقفنا لم يتغير حول ثلاث نقاط: قيام إيران نووية غير مقبول ونحن مصممون على منع ذلك وجميع الخيارات مطروحة على الطاولة”، حسب ما جاء في AFP الفرنسية. وكانت الإذاعة الإسرائيلية كشفت منذ أيام أن جولات أخرى من جولات الحوار الأمريكية – الإسرائيلية السنوية التي تتركز حول قضايا إستراتيجية تهم الجانبين ستبدأ قريبا في العاصمة الأمريكيةواشنطن. وقالت الإذاعة أن الملف النووي الإيراني يعد واحدا من أهم المواضيع على جدول أعمال هذا الحوار الاستراتيجي الذي سيبدأ خلال الأسبوع الجاري إضافة إلى قضية أساسية أخرى تهم الجانبين. وسيترأس الجانب الإسرائيلي في هذا الحوار الاستراتيجي نائب وزير الخارجية داني ايالون بينما سيرأس الجانب الأمريكي نائب وزيرة الخارجية الأمريكية وليام بيرنس. ويبحث الجانبان في هذا الحوار الذي بات عرفا يجري كل عام كافة القضايا الإستراتيجية المشتركة في إطار تنسيق التعامل مع ملفات عينية ومحددة تهمهما خاصة بشأن ما يجرى في الشرق الأوسط. وتناولت هذه اللقاءات التي كانت تجرى على مستويات وزارية خلال السنوات الأخيرة المشروع النووي الإيراني وكذلك الإجراءات المشتركة لمواجهة حركات المقاومة في العالمين العربي والإسلامي والاهتمامات المشتركة في مختلف القارات. وشددت إسرائيل مؤخرا على حاجتها لتنسيق المواقف مع الولاياتالمتحدة التي تربطها بها اتفاقية تعاون استراتيجي خاصة بعد التحركات الشعبية في عدد من الدول العربية والتي ترى أنها باتت تشكل خطرا أمنيا متزايدا يتهددها. وتتلقى إسرائيل دعما عسكريا وامنيا أمريكيا سنويا يتجاوز ثلاثة مليارات دولار. وقد شهدت العلاقات الإسرائيلية – الأمريكية خلال العام الماضي أزمة وصفت بأنها غير مسبوقة بحدتها حول الموقف من إنهاء النزاع الإسرائيلي – الفلسطيني خاصة على خلفية تعنت الحكومة الإسرائيلية عن وقف الاستيطان في القدسالشرقية. وحول تداعيات نزاع مسلح محتمل مع إيران في حال شن هجمات إسرائيلية عليها، سعى باراك لطمأنة الإسرائيليين قائلا “الحرب ليست نزهة لكن إذا ما أجبرت إسرائيل على التصرف لن يسقط خمسون ألف قتيل أو خمسة ألاف أو حتى خمسمائة شرط أن يبقى الناس في بيوتهم”. وذكر بان الصواريخ الأربعين التي أطلقت من العراق باتجاه إسرائيل في حرب الخليج الأولى العام 1991 لم توقع سوى قتيل واحد. وكرر الرئيس السابق للموساد (الاستخبارات الإسرائيلية) مئير داغان معارضته القيام بعملية عسكرية ضد إيران في الوقت الراهن، وقال في مقابلة تلفزيونية أن “الخيار العسكري ينبغي أن يكون الخيار الأخير”. من جهته قال الرئيس السابق للاستخبارات العسكرية الإسرائيلية الجنرال عاموس يادلين الذي استقال من منصبه العام الماضي أن الإيرانيين يملكون “ما يكفي” من المواد الانشطارية لإنتاج “أربع أو خمس قنابل (ذرية) في الوقت الذي يقررونه”. وأعلن رئيس قسم الأبحاث في الاستخبارات العسكرية الجنرال ايراي بارون الاثنين الماضي أمام لجنة في الكنيست الإسرائيلي أن إيران “تشغل بشكل منتظم نحو ستة آلاف جهاز طرد مركزي من اصل 8 آلاف تمتلكها”. وتعد إسرائيل القوة النووية الوحيدة في المنطقة على الرغم من أنها لم تؤكد أو تنف امتلاكها لترسانة نووية. وشنت إسرائيل خلال الأسابيع الأخيرة حملة إعلامية واسعة النطاق ترافقت مع تهديدات وتسريب معلومات بشأن إمكانية مهاجمتها لمنشآت إيران النووية في الوقت الذي حثت دول العالم على سرعة التحرك لمنع إيران من امتلاك سلاح نووي. إسرائيل | إيران | القنبلة النووية الإيرانية