هل تعرفون شبلي العيسمي، رجل تجاوز التسعين من عمره، وقد تم اختطافه مؤخراً في لبنان لأنه من البعثيين المنشقين عن حافظ الأسد من الذين لجأوا إلى العراق هرباً من بطش النظام السوري، وما إن عاد إلى لبنان حتى واجه مصيره. الفكرة الأساسية أن النظام السوري يركز على ملاحقة المتمردين عليه حتى في قبورهم وفي آخر سنوات حياتهم. وتمتد الفكرة إلى ملاحظة أن هذا النظام شديد العقاب ضد من يتمرد عليه إذا كان من الأقليات، لأنه يرى أن هؤلاء خونة وشبلي العيسمي ينتمي إلى الطائفة الدرزية. نظام الأقليات يرى أنه حاميها ومنقذها وولي أمرها وصاحب القرار بمصيرها على مستوى الأفراد والجماعات. فتاريخ نظام آل الأسد يشهد الفظائع بحق من يتمرد عليه من أبناء الأقليات، لقد سجن منذر باخوس العلوي المعارض المعروف أكثر من خمس سنوات لأنه ضبط ينقل رسالة بين أحد المعارضين في الخارج إلى معارض في الداخل. أما حالات الإعدام للمعارضين من الطائفة العلوية فحدّث ولا حرج، لقد بنى النظام السوري فلسفته في القهر والتحكم بالبلاد والعباد على إرهاب الأقليات أولاً وقد نجح في ذلك إلى حد بعيد، فقد أرهبهم ببطشه وها هو اليوم يرهبهم من خلال تخويفهم من المجهول القادم بعد سقوطه من أشباح الإسلاميين تارة ومن تركية تارة أخرى على خلفية التاريخ العثماني.