طالب عدد من الموظفين بمطار الباحة وزارة العمل بإجبار الشركة المسؤولة عن صيانة المطار على منحهم حقوقهم المادية والمعنوية، وإيقاف التعسف الممارس ضدهم، على حد قولهم، بعد أن أخلت بعقودهم ومنعتهم من العلاوة والإجازة والتأمين الطبي. وقال عشرة من العاملين، بعد خروجهم أمس من مبنى هيئة تسوية المخالفات العمالية بمكتب العمل والعمال بالباحة، إن خصمهم حضر أمس للجلسة، بعد أن تخلف عن الحضور ثلاث مرات من قبل، لكنه طلب تأجيل القضية شهرا، كنوع من المماطلة. وذكر عبدالعزيز الغامدي «مشرف» أنه لم يحصل على العلاوة المقررة له حسب العقد منذ عمله قبل 12 عاما، وحتى بعد ترقيته في 2008م بقي راتبه كما هو. كما لم يمنح أي إجازة منذ بداية ارتباطه بالشركة. وأشار إلى أن العمال المقيمين يحظون في المقابل بكل الامتيازات من تأمين طبي وإجازات، وحتى نظام بطاقات التأمين يتيح لهم ميزات لا تتوفر للسعوديين: «أنا ادفع نسبة 20% للعلاج والتطبيب بينما هم لا يدفعون شيئا في تصنيف وضعته الشركة». مشيرا إلى أن مخاطبته الشركة في هذا الشأن لم تسفر عن شيء. وأضاف الغامدي أنه تقدم إلى مكتب العمل الذي طلب قسم التفتيش فيه حضور مندوب الشركة الذي لم يأت، فتمت إحالة القضية إلى هيئة الفصل في القضايا العمالية حيث حددت جلسته، تخلف عنها أيضا مندوب الشركة، الذي حضر جلسة أمس فقط وطلب تأجيل القضية شهرا لمزيد من المماطلة المقيتة وتجاهل حقوقهم وإنسانيتهم. وناشد وزارة العمل إجبار الشركة على الالتزام بعقودها ومنحهم حقوقهم التي تقدر بمائتي ألف ريال نتيجة إيقاف العلاوة وبدل الإجازات ومدفوعات طبية. أما سالم سراج «موظف منذ 16 عاما» فأشار إلى أن الشركة تمارس معهم كل أشكال التعسف، فالرواتب تتأخر والعلاوة متوقفة: «أمضيت ثمانية أشهر بلا راتب، ومنحت عقداً بمقدار 4800 ريال، ثم عدل إلى 4020 ريالا فقط ووقعت مجبرا. وذكر أن ابنه تعرض لمرض عضال أودى بحياته، ولم يتم دفع تكاليف العلاج، بل منح مبلغا مقطوعا. ولفت إلى أن تسكين وظائفهم في بند الصيانة والتشغيل إلى موظفي تشغيل ذاتي، أو ترسيمهم على وظائف رسمية ثابتة بهيئة الطيران المدني سيكون حلا مفيدا يحفظ حقوقهم. من جانبه، قال مدير الشؤون الإدارية والمالية بالشركة عبدالله طه ل «الشرق» إن ملف القضية بيد محامي الشركة ومدير العمليات وهما الوحيدان المصرح لهما بالتعامل مع وسائل الإعلام في هذه القضية. أما مدير العمليات يحيى كبارة فأحال «الشرق» للمحامي عبدالعزيز الغامدي الذي رفض بدوره التعليق على القضية حتى يصدر الحكم فيها بعد شهر من الآن. من جانبه، قال مدير مكتب العمل بالباحة إبراهيم الزلفان إن شكوى الموظفين أحيلت لهيئة الفصل في المخالفات العمالية بالباحة، حسب اللوائح والأنظمة العمالية المتعارف عليها. وحاولت «الشرق» الوصول إلى مدير الهيئة لكنه لم يرد على اتصالاتها. إلى ذلك، أكد فهد البقمي من إدارة العلاقات العامة بالهيئة العامة للطيران المدني، أن الهيئة تدعم توظيف الشباب السعودي، ولكنها لا تتدخل في عقود الشركة مع موظفيها، إلا بالطرق الودية، وعلى المتضررين أن يحتكموا لمكتب العمل والعمال بمنطقتهم.