في تعليقه على مقالي السابق «ولهذا نعتذر»، خاطب الشاعر السعودي الدكتور عبدالرحمن الواصل مصر بعشرة أبيات شعرية قال فيها: يا مِصْرُ لَن يَتَمَكَّنَ الأَشْرَارُ بِالشَّرِ مِنْكَ فَإِنَّ ذَلِكَ عَارُ هَيْهَاتَ أَنْ يَرْضَى بَنُوكِ بِخُطَّةٍ سِرِيَّةٍ فُضِحَتْ بِهَا الأَسْرَارُ قَد كَانَ ذلِكَ عَهْدَ حُسْنِي فَانْتَهَى فَالعَصْرُ هَذَا قَادَه الأحْرَارُ فِي ثَورةٍ شَعْبِيَّة عَرَبِيَّةٍ هَيْهَاتَ أَنْ يَتَرَاجَعَ الثُّوّارُ حُريةٌ وعَدالةٌ وَشَراكَةٌ بِرَبِيعِهَا تَسْمُو المُنَى والدّارُ لا ظُلْمَ لا اسْتِبْدَادَ فِيْهَا حَيْثُمَا يَتَحَرَّرُ الإنْسَانُ والأَفْكَارُ يَا مِصْرُ إِنَّ الشَرَّ لَيْسَ بِكَامِنٍ إِلاَّ إِذَا مَا صَدَّه الأَخْيَارُ لا شَكَّ فِيْكِ كَخَالدٍ أَمْثَالُه لَنْ يَرْتَضُوا مَا كَانَ حَيْثُ يُدَارُ لَنْ يَرْتَضُوا يَوماً تمسُّ بِلادَنَا بِالحِقْدِ يَنْفُثُه هَوَى وِشِعَارُ سَيَعُودُ بَيْنَ بِلادِنَا وَبِلادِكُمْ مَا كَانَ قَبْلُ وَيَنْتَهِي الإعْصَارُ تلك الأبيات التي نظمها الدكتور الواصل في حب مصر وتأكيد العلاقات الراسخة بينها وبين المملكة العربية السعودية، تستحق أن نصنع لها (بروازاً) لا في هذه المساحة، أو في مدخل السفارة المصرية بالرياض، أو في مدخل السفارة السعودية بالقاهرة فحسب، بل في قلوبنا جميعاً: سعوديين ومصريين! وكثير من التعليقات التي غمرتنا بالمحبة والتقدير والأخوة والاحترام من الأساتذة: عبدالرحيم الميرابي، صالح الحمادي، إبراهيم طالع الألمعي، غانم الحمر، ناصر المرشدي، هالة القحطاني، أحمد الحربي، فهيد العديم، خالد خلاوي، أسامة يوسف، خالد العنزي، إياد، عليان السفياني الثقفي، عبدالله الفدعاني، أبو العربي، فيصل الفيصل، همس، أسامة خواجي، فهد الزهيري، حسن الغامدي، دعشوش، عمر العدواني، سليمان محمد الرميح، جابر اليامي، بدر الوهيبي، أبو أيمن، خالد، عبدالله، محمد الحباك، فاعل خير، أحمد ردة، سعد بن عامر، تستحق أيضاً أن تكتب بحروف من نور لتظل نبراساً وسراجاً يبدد ظلم وظلام الذين أساؤوا للمملكة في لحظة فقد فيها العقل عقاله! وأقول لهؤلاء الشرفاء جميعاً -وأرجو ألاّ أكون قد نسيت أحداً: أنتم النماذج الحقيقية للشرفاء الذين يتمتعون بقدر عظيم من الوعي، ذلك الوعي الذي يؤهلهم بحق ليكونوا سفراء للوطن، وللعروبة، وللنبل، والشهامة، والأخلاق الرفيعة، وإن كنت في هذه المساحة الضيقة لا أستطيع أن أورد كل كلماتهم التي كانت بحق برداً وسلاماً على قلوبنا -نحن المصريين- فأعتقد أن عبارة واحدة من كلمات الأخ (دعشوش) قد استطاعت بصدقها وحميميتها أن تلخص مشاعر الجميع حينما خاطبني قالاً: «أنت سعودي ونحن مصريون»! هذه هي العلاقة بين الشعبين الشقيقين النبيلين الكريمين: شعب مصر وشعب المملكة، أما الغوغائيون فلا أعتقد أنهم يستحقون مساحة نقطة واحدة في برواز، وعاشت مصر وعاشت السعودية، وحفظ الله بلدينا من كل سوء!