كشف الأمين العام المساعد للشؤون الإنسانية في منظمة التعاون الإسلامي، السفير عطاء المنان بخيت، أن أعداد اللاجئين في الوطن العربي آخذة في التزايد حتى إنها تجاوزت حاليا 18 مليون لاجئ. وأكد “بخيت” أن 60% من اللاجئين في العالم يعيشون في الدول الإسلامية، مشيرا الى أن الربيع العربي كان أحد عوامل زيادة نسبة اللجوء على المستوى العربي. وتتصدر باكستان وايران وسوريا والسودان والصومال قائمة أكثر دول العالم الإسلامي التي يوجد بها لاجئين. وأوضح “بخيت”، في مؤتمر صحفي عقده في مقر المنظمة في جدة أمس، أن ذلك يدفع المنظمة لإيجاد حلول جذرية لهذه المشكلة بمشاركة الدول المصدّرة للاجئين، والمستقبلة لهم، والمنظمات والجهات المنخرطة في معالجة المشكلة. وبيَّن أن المؤتمر الدولي حول اللاجئين في العالم الإسلامي يعتزم إعلان آليات بعيدة المدى تعمل على معالجة جذور مشكلة اللاجئين في الدول الأعضاء في المنظمة. وقال إن المؤتمر الذي سيعقد أعماله على المستوى الوزاري في تركمانستان بدايةً من 11 مايو الجاري، سيتمخض عن (إعلان عشق أباد) الذي من المرتقب أن يتضمن رؤية خاصة تجاه مشكلة اللاجئين في العالم الإسلامي، بالإضافة إلى وثيقة عمل تتضمن آليات تعني بدراسة أسباب الخلل السياسية والاقتصادية والاجتماعية التي تؤدي إلى تفاقم ظاهرة اللجوء في العالم الإسلامي، والطرق المثلى لتطويق التداعيات الناجمة عن الكوارث التي وقعت في 38 دولة تحمل عضوية المنظمة. وذكر “بخيت” أن الوثيقة التي سيتم تطبيقها على مدار السنوات الثلاث القادمة تتضمن مسؤولية مشتركة من قِبَل “التعاون الإسلامي” والمفوضية العليا للاجئين التابعة للأمم المتحدة. واعتبر “بخيت” أن المؤتمر المقبل سيمثل فرصة سانحة لصياغة تصور إسلامي لقضية اللجوء، خاصة وأن الإسلام وضع معايير أساسية تتطابق مع مبادئ اللجوء لدى المفوضية وتتجلى في مبدأ “الاستجارة” الذي دعا له منذ أكثر من 1400 سنة. وأضاف أن المنظمة ستستعرض في المؤتمر كتابا خاصا عن اللجوء صادر عن جامعة الأمير نايف، باللغتين العربية والإنجليزية. على صعيد آخر، كشف “بخيت” عن انتهاء المنظمة من وضع برنامج إنساني للتدخل السريع لمعالجة الأوضاع الإنسانية التي يعاني منها السوريون في الداخل وفي الدول التي تجاورها، ولفت الى توزيع البرنامج بالفعل على الدول الأعضاء، مشيرا الى الدعم الكبير الذي تقدمه المملكة بغية تعزيز العمل الإنساني للمنظمة ومساهماتها الكبيرة لدفع العمل الإنساني في المنظمة إلى الأمام. جدة | رنا حكيم