كشف السفير عطاء المنان بخيت، الأمين العام المساعد للشؤون الإنسانية في منظمة التعاون الإسلامي، بأن المؤتمر الدولي حول اللاجئين في العالم الإسلامي، يعتزم إعلان آليات بعيدة المدى تعمل على معالجة جذور مشكلة اللاجئين في الدول الأعضاء بالمنظمة. وقال في مؤتمر صحفي عقده في مقر المنظمة، بجدة، صباح الأحد إن المؤتمر الذي سوف يعقد أعماله على المستوى الوزاري في العاصمة التركمنستانية، وتبدأ أعماله في 11 الجاري، سوف يتمخض عن إعلان عشق أباد الذي من المرتقب أن يتضمن رؤية خاصة تجاه مشكلة اللاجئين في العالم الإسلامي، بالإضافة إلى وثيقة عمل تتضمن آليات تعنى بدراسة أسباب الخلل السياسية والاقتصادية والاجتماعية التي تؤدي إلى تفاقم ظاهرة اللجوء في العالم الإسلامي، والطرق المثلى لتطويق التداعيات الناجمة عن الكوارث التي وقعت في 38 دولة عضو بالمنظمة. وأوضح السفير عطاء المنان بأن الوثيقة التي سيتم تطبيقها على مدى السنوات الثلاث القادمة، تتضمن مسؤولية مشتركة من قبل التعاون الإسلامي والمفوضية العليا للاجئين التابعة للأمم المتحدة. يذكر أن المؤتمر الذي تبدأ اجتماعاته التحضيرية في 9 الشهر الجاري، يعقد برعاية مشتركة من قبل التعاون الإسلامي والمفوضية، والحكومة التركمنستانية، وبمشاركة الدول الأعضاء بالمنظمة، ودول أخرى من مختلف أنحاء العالم، فضلا عن مشاركة 120 منظمة دولية، وأخرى عاملة في الحقل الإنساني. وأوضح عطاء المنان بأن احتمالية زيادة إحصاءات الكوارث والأزمات السياسية في العالم الإسلامي بشكل مضطرد، على مدى السنوات العشر المقبلة، بحيث قد يتضاعف عدد اللاجئين في العالم الإسلامي ليصل إلى 16 مليون لاجئ. وأشار إلى أن عدد اللاجئين قد ازداد بالفعل في ظل الربيع العربي، لافتا إلى أن المؤتمر سوف يخصص جلسة خاصة لمناقشة مشكلة اللاجئين الفلسطينيين، تشارك فيها وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين، الأنروا، والتعاون الإسلامي، والمفوضية، والسلطة الوطنية الفلسطينية. وقال السفير بخيت بأن المؤتمر سيمثل فرصة سانحة لصياغة تصور إسلامي لقضية اللجوء، خاصة وأن الإسلام كان قد وضع معايير أساسية تتطابق مع مبادئ اللجوء لدى المفوضية، والتي تتجلى في مبدأ الاستجارة الذي دعا له الدين الإسلامي منذ أكثر من 1400 سنة. وأضاف بأن المنظمة سوف تستعرض في الاجتماع، كتاب خاص عن اللجوء صادر عن جامعة الأمير نايف، باللغتين العربية والإنجليزية. وشدد السفير بخيت بأن المنظمة تحترم المسؤولية المباشرة التي تضطلع بها المفوضية في حل مشاكل اللاجئين في العالم، ولفت إلى أن مشاركة المنظمة في هذا السياق تأتي انطلاقا من إيمانها بأن ثمة خصوصية لمشكلة اللاجئين في العالم الإسلامي تستوجب مساهمة المنظمة فيها، ومؤكدا كذلك بأن بأن الآليات المذكورة تحتاج إلى توفير الموارد لها في ظل وقوع عشرات الكوارث والأزمات السياسية في العالم الإسلامي. في غضون ذلك، أكد بخيت بأن 60% من اللاجئين في العالم، يعيشون في الدول الإسلامية، وبخاصة في باكستان وإيران وسوريا والسودان والصومال، لافتا إلى أن ذلك يدفع باتجاه مقاربة حقيقية توجد حلولا جذرية لهذه المشكلة، وبمشاركة الدول المصدرة للاجئين، والمتسقبلة لهم، والمنظمات، والجهات المنخرطة في معالجة المشكلة. على صعيد آخر، كشف السفير عطاء المنان عن أن المنظمة قد انتهت من وضع برنامج إنساني للتدخل السريع، لمعالجة الأوضاع الإنسانية التي يعاني منها السوريون في داخل سوريا، والدول التي تجاورها، وأن البرنامج قد جرى توزيعه بالفعل على الدول الأعضاء، منوها بالدور والدعم الكبيرين الذي تقدمه المملكة العربية السعودية بغية تعزيز العمل الإنساني للمنظمة، ومساهماتها الكبيرة لدفع العمل الإنساني في المنظمة إلى الأمام.