دعا وزير الخارجية الروسي، سيرجي لافروف، اليوم الثلاثاء، لإنهاء حملة “الإنذارات” الموجهة ضد سورية، بعد موافقة جامعة الدول العربية على فرض عقوبات ضد دمشق ونداءات الولاياتالمتحدة, والاتحاد الأوروبي لوضع حد فوري للعنف. روسيا ترفض لغة “الإنذارات”: “إن أهم شيء الآن هو وقف العمل بالإنذارات والسعي لحل سياسي”، حسب تصريح لافروف، نقلته عنه وكالة أنباء انترفاكس، وتصر موسكو على التوصل إلى حل سلمي مع الإشارة إلى تجربة الحل السياسي في اليمن، قائلاً: “جميع الدول، بما في ذلك تلك التي تطالب الآن بإجراءات ضد سوريا، اتخذت موقفا مغايراً تماماً تجاه اليمن، حيث استمرت المفاوضات بشأن التسوية السلمية التي اقترحتها دول مجلس التعاون الخليج لعدة أشهر”، وأضاف مذكراً: “وبالضغط على جميع الشركاء في العملية، فإنه تم التوصل إلى التوقيع على خطة التسوية”. وتابع مؤكدا: “هذا النهج ضروري لحل المشكلة السورية، والإنذارات التي توظفها بعض الدول، وخاصة جامعة الدول العربية، لا تحل هذه المشكلة”. كما استبعد رئيس الدبلوماسية الروسية أن تؤيد موسكو فرض حظر على شحنات الأسلحة إلى سوريا، بعد تجربة قصف حلف شمال الأطلسي على ليبيا”. ويجدر التذكير هنا، بأن روسيا تعد الحليف الأساس لسوريا منذ العهد السوفيتي، فهي المورد الرئيس للأسلحة وتعارض أي عقوبات, أو ضغوط ضد النظام في دمشق.
روسيا تسلح دمشق بالصواريخ: هذا، وقد ذكرت صحيفة “ايزفيستيا” الروسية في عددها الصادر يوم 28 نوفمبر، أن مجموعة سفن حربية روسية مزودة بالصواريخ والطوربيدات، ومن ضمنها حاملة الطائرات “الاميرال كوزنيتسوف”، ستزور سورية في نهاية ديسمبر القادم، وسوف تستقبل القاعدة البحرية الروسية الوحيدة في الخارج الواقعة في ميناء طرطوس، في ربيع السنة القادمة مجموعة السفن الروسية, ويرى بعض الخبراء في الزيارة خطوة ردعية لمنع نشوب نزاع مسلح في سورية. في حين أن هناك سفنا حربية قد وصلت في وقت سابق إلى المياه السورية، علق عليها أحد المراقبين، بقوله: “نحن نعرف الآن لماذا يراد إدخال ست سفن حربية روسية إلى المياه السورية، فالأمر أبعد من استعراض القوة لردع قوات حلف شمال الأطلسي عن شن هجوم عسكري، هناك على متن هذه السفن مجموعة من الخبراء والتقنيين الروس، جاهزين لمساعدة دمشق على نشر صواريخ دفاع متطورة، كانت روسيا قد باعتها لسوريا، وهو ما أكدته أوساط دبلوماسية روسية بالقول: “نعم لقد وصلت مجموعة من سفننا الحربية إلى الموانئ السورية، تحمل أسلحة مضادة للطائرات، من صواريخ بحر جو, ومعدات متطورة لرصد التحركات الجوية, والبحرية”. وأوردت تقارير فرنسية، أن المستشارين الروس الذين قدموا إلى سوريا، قدموا لمهام تقنية حربية، ومنها لتثبيت شبكة من صواريخ S – 300 ، كانت دمشق قد تلقتها في الأسابيع الأخيرة, وصواريخ S – 300، كما أفادت التقارير تُستخدم “لصدَ هجوم مضاد محتمل من قبل حلف شمال الأطلسي, أو الولاياتالمتحدة والاتحاد الأوروبي”، وهي صواريخ بعيدة المدى تم تطويرها في روسيا من أجل حماية القواعد الصناعية والعسكرية من هجوم جوي, أو صواريخ كروز، وتعتبر من أقوى الدفاعات الجوية في العالم. وقد حاولت روسيا في الآونة الأخيرة بيع هذا النظام لإيران، ولكن تم إيقاف الصفقة بسبب ضغوط من الولاياتالمتحدة وإسرائيل, ويرى مراقبون أن تسليح سوريا بأنظمة الدفاع ينذر بتصعيد للوضع في المنطقة، خاصة وأنه تزامن مع التخطيط لفرض منطقة حظر جوي من قبل الدول الغربية وتركيا.
مجال التغطية من إسرائيل إلى تركيا: وتفيد التقارير الفرنسية، بأن موسكو “قامت بتركيب أنظمة كشف متقدمة في جميع المنشآت العسكرية والصناعية الرئيسية في سوريا, ونظام الرادار هذا يغطي مناطق الشمال والجنوب من سورية، حيث سيتم الكشف عن أي تحركات للقوات والمعدات الجوية باتجاه الحدود السورية, ويغطي الرادار معظم إسرائيل وقاعدة انجرليك العسكرية التركية التي يستخدمها حلف الشمال الأطلسي”. فهل ما نشهده من تطورات وتصعيد متبادل هو من قبيل الضغط على مختلف الأطراف للوصول إلى تسوية سلمية لما تشهده سوريا من قمع وحشي للنظام ضد المتظاهرين، أم أن الوضع وصل حدا من التصلب والانسداد، ما يتطلب نوعا من “الحسم العسكري”، أم ستمضي الجامعة العربية وتركيا ومعهما الغرب في طريق الضغوط الاقتصادية والدبلوماسية وإحداث تصدعات والرهان على الانشقاقات الداخلية على مستوى الجيش إلى أن ينهار نظام دمشق من دون “تدخل عسكري صريح”؟
سورية تنشر صواريخ “سكود” على الحدود مع تركيا: نقلت قناة “برس تي في» الإيرانية عن مصادر تركية قولها: إن سورية وجهت صواريخ من طراز «سكود» نحو تركيا، وقالت المصادر التركية للقناة إن سورية نشرت صواريخ «سكود» في القامشلي ودير الزور، قرب الحدود السورية مع تركيا والعراق، بعد تزايد التهديدات ضد نظام دمشق.