إن أجمل ما في مدينة حائل عروس الشمال ليس سحر الطبيعة والجبال الراسيات المطوقة لمدينة نائمة بارتياح على أكتاف الجبال العملاقة. إنَّ أجمل ما في حائل شعبها الطيب الودود الشجاع الكريم سليل حاتم الطائي وعنترة بن شداد، من الشمريين والرشيديين وآل النزهة وآل التميمي وآل السبهان والكثير الكثير من الكرام. مناخ بديع لا يصدق تنام فيها بدون مكيفات. لا أثر للبعوض والذباب. طرقات فسيحة سريعة تطوق البلدة. والجبال الراسيات تحيط البلدة مثل حراس القلعة تأتي بالهواء البارد مثل مكيفات عملاقة من الطبيعة. نظيفة جميلة أنيقة. بصمات رائد الحضارة المفكر ورئيس البلدية السابق البليهي ومن جاء بعده لا تنسى من المجسمات في دوائر شتى في البلدة. خدمات لكل شيء من مولات وبنوك ومشفى رائع فيه خدمات ممتازة هو مشفى الملك خالد غير المشفى العام يجمع التخصصات المختلفة. أجمل ما في المدينة شعبها الرائع الوديع المتواضع محب الثقافة يجل العلماء وفيها نخبة من المفكرين والكتاب. قال لي أحدهم وأنا أساله عن جبل أجا إنه اسم غريب ماذا خلفه وما حكايته؟ ابتسم وقال انصت جيدا إنه ليس جبل واحد بل هناك جبل آخر هو جبل سلمى! حسنا وماذا يجمع بينهما؟ قال قصة حب وغرام فقد كانا من قبيلتين مختلفتين (هو كان من قبيلة العمالقة أو هكذا تقول الأسطورة) ولكن الحب كسر قيود القبيلة وجمع بين قلبيهما! ثم ماذا؟ قال انطلقت الخادمة (العوجاء) لتجمع بين الحبيبين في ستر وحشمة ولكن علم القوم بالجريمة فكيف يمكن لقلب أن يهفو من خارج أغلال القبيلة وهكذا فقد قُتِل الاثنان وقطعا على جبلين يحمل كل منهما اسم الضحية الحبيب والحبيبة في المكان المسمَّى حائل الآن على جبل يحمل اسم أجا واسم سلمى. وهذان الجبلان مليئان بالنضارة والخضرة والمياه المتدفقة مثل شلال الحب. إنها قصة حزينة تذكر بقصة أبيلارد من الأدب الفرنسي، أيضا تلك التي رواها ديورانت في كتابه الموسوعة قصة الحضارة. هذه البلدة كانت مكان حاتم الطائي الذي ذهبت الأمثلة في قولها (أكرم من حاتم ) وهو حاتم الطائي أشهر العرب في الكرم، ما عرف العرب في الجاهلية لكرمه مثيلاً، كان يشتري العبيد فيعتقهم، وكان يقول للعبد (إن جلبت ضيفاً فأنت حر). كذلك يقال إنَّ امرئ القيس الشاعر المعروف قال شعراً في الجبلين. أما عنترة فأشهر من التعريف وإن كانوا يقولون إنَّ قبره هو في عيون الجوا من منطقة القصيم قريباً من بريدة فقد رأيت هناك صخرة محروسة للآثار قالوا لي هنا كان يجتمع بعبلة! وفي قناعتي أنَّ مصلحة الآثار يجب أن تتطور جداً بل وتستفيد كما في اقتراحي يوماً عن قرود عسير والاستفادة منهم لمخابر المملكة العلمية.