صرح مسؤول عسكري، مقرب من عبد الحكيم بلحاج، رئيس المجلس العسكري للعاصمة الليبية، طرابلس، والزعيم السابق للجماعة القتال الإسلامية الليبية، أن هذا الأخير “اجتمع مع ضباط من الجيش السوري في اسطنبول وعلى الحدود مع تركيا”، كما نقلت عنه صحيفة “تلغيراف” البريطانية (في عددها اليوم)، وأضاف: “بعثه مصطفى عبد الجليل (رئيس المجلس الانتقالي الليبي) إلى هناك”. اعتقال أم بطء في الاجراءات ؟ وكانت “المهمة السرية” قد كشفت بعض خيوطها، عندما احتجز ثوار الزنتان، الذي يسيطرون على المطار ومناطق من العاصمة، القائد العسكري بلحاج في مطار طرابلس، بتهمة محاولة السفر بجواز سفر مزور، مما اضطر المجلس الانتقالي الوطني، ومصطفى عبد الجليل شخصياً، إلى التدخل لإقناعهم بالسماح له بمغادرة البلاد، لكن المجلس العسكري في طرابلس قال إن بلحاج لم يُعتقل بل تأخرت رحلته بسبب “بطء الإجراءات” في المطار الذي يسيطر عليه ثوار الزنتان. وقد عاد عبدالحكيم بالحاج رئيس المجلس العسكري بمدينة طرابلس من تركيا بعد زيارة قصيرة استمرت يومين إلى تركيا، وتم التستر إعلامياً على الأسباب الحقيقية للسفر، بالقول إنها كانت بغرض الاطلاع على أوضاع الجرحى من الثوار في مستشفيات تركيا، وحسب مصادر ليبية، فإنه إلى جانب اجتماعات بلحاج مع ضباط من الجيش السوري الحر والمعارضة السورية، زار أيضا جرحى ليبيين في مستشفيات اسطنبول. وأفادت مصادر ليبية مطلعة ل”الشرق”، أن اختيار رئيس المجلس العسكري لطرابلس لهذه “المهمة السرية “، كان لاعتبارات خاصة، منها أنه موضع ثقة رئيس المجلس الانتقالي الليبي، مصطفى عبد الجليل، الذي تعهد شخصياً للمعارضة السورية عند زيارتها الأخيرة لليبيا، ب”توفير كل المساعدات الممكنة لتمكين الشعب السوري من تقرير مصيره”، ثم لما يتمع به بلحاج من علاقات عابرة للحدود، وكذا لشخصيته المقبولة والمرنة. وحسب المراقبين، فإن الاجتماعات الأخيرة في تركيا تعكس تنامي العلاقات بين الحكومة الليبية الوليدة والمعارضة السورية، وقد كشفت صحيفة “ديلي تلغراف” يوم السبت الماضي، أن السلطات الليبية الجديدة عرضت تقديم المال والسلاح على الجيش السوري الحر. هل يلبي سلاح مصراتة نداء المستغيثة السورية؟ وقالت الصحيفة إن عبدالحكيم بلحاج ناقش أيضا إرسال مقاتلين ليبيين لتدريب الجنود المنشقين على حرب العصابات، حيث أبدى كثير من ثوار ليبيا استعداده لخوض قتال جديد ومشاركة الجيش السوري الحر في جبهات المعارك ضد نظام الأسد. “الجميع يريد أن يذهب. لقد حررنا بلدنا، ويجب علينا الآن أن نساعد الآخرين”، حسبما صرح به أحد قادة الثوار الليبيين، ليضيف: “هذه هي الحرية، وهذا هو وحدة الصف العربي”. يذكر أنه انتشرت بشكل واسع لقطات الفيديو على يوتيوب تظهر سوريين يوجهون نداءات لليبيين للالتحاق بهم ونجدتهم. وفي مقطع، يبدو أنه أثر كثيراً في ثوار ليبيا، ظهرت امرأة سورية محجبة تتوسل رجال مصراته، لإنقاذهم من بطش الأسد. ومن جانب آخر، نفى ضباط من الجيش السوري الحر على حدود لبنان وتركيا، ما وصفوه “الشائعات المتداولة في طرابلس، من أن مئات الليبيين حاولوا عبور الحدود إلى سوريا”. اسطنبول | بلحاج | سوريا | ليبيا